الأحد، 31 مارس 2024

لا يزالون يتنمرون علي

أخواني لا يزالون يتنمرون علي، إنهم يتجاهلوني، لا يقيمون لي وزنا، لا يكلموني، ولا يسألون عن حالي، ولا يرسلون لي رسائل، فيهم بخل عجيب، هل فيهم أنفة؟ أم لم يجدوا معي لهم مصلحة؟ أم هم مثل غيرهم يكرهون مصاحبتي ولا يطيقون رؤيتي ولا سماع صوتي. إني على وشك حظرهم من هاتفي واحدا واحدا، ولقد حظرت اثنين من قريب صرحت ذلك في مدونتي، أختي الكبرى وتوأمي، والسبب مكتوب.
ولا يباركون لي برمضان، ولا العيدين، ولا بداية السنة، ولا نهايتها. ولكأني غير موجود، ولكأني ميت، ولكأني غريب منذ وعيت. ولا أولادهم يسألون، ولا يطلبون منهم يسلمون علي، ولكأني لم أكن بينهم ولا أخرجهم للعب. باعوني ورموني ولم يعودوا يحتاجون إلي. إني أراهم مثل الناس حولي تماما والله، إني أراهم كزملاء دراسة وعمل، وأراهم كأولاد الشوارع عندما يتجاهلوني ويتنمرون علي، لا فرق بينهم أبدا. أيا وجعي قلبي وحزن نفسي ودمعة عيني!
ما أسوأ العيش عندما تجد البؤس داخل البيت وخارج البيت.
أسمعهم يضحكون، أسمع حديثهم فيما بينهما، أسمعهم يلعبون ويستمتعون. أصواتهم سهام تصيب أذني لتصل قلبي فتجرحه. أصواتهم تقلقني ترهبني تضعفني تغتصب راحتي. أهرب إلى غرفتي أغلق بابها أستلقي على سريري وأتغطى بلحافي فتسقط دمعتي ثم تليها دمعتي ثم أبكي فتنهمر دموعي كأنها كانت حبيسة مثلي. لحافي فضائي الواسع أتحرر فيه لأخرج الحزن الذي بداخلي.
قبل نكسة 2022 كنت أخرج إليهم مبتسما وأخفي الحزن والهم والغم واليوم أخفي ذاتي كلها. كنت أفر من رهبة العمل إلى رهبة السكن ليس لي مكان أمان إلا غرفتي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق