الاثنين، 30 يناير 2023

ما الذي فيّ حتى يقاطعني إخواني؟

جاءت أختاي وبناتهن المقيمات خارج البلاد جاؤوا إلى بيتنا ليوم واحد. في هذه الفترة حبست نفسي في غرفتي وتظاهرت بالنوم إذ لم أستطع أن أبقى في صالة شقتي حتى لا يدخلوا علي فجأة ويسلموا لأني أرتعد من الزيارات . لكنهم رجعوا مسافرين إلى محل إقامتهم ولم يزوروني ولا اتصلوا. عاتبت نفسي بعدها وقلت تخاف من زيارتهم لك حتى أنك لم تشعر بالأمان وأنت في شقتك! ها هم لم يتصلوا بك ولا دخلوا عليك ولا زاروك في شقتك! إلى متى تخاف ولا تشعر بالأمان وأنت في شقتك؟!
اسمع! لا تهتم لهم مرة أخرى وإذا أرادوا الدخول ولن يفعلوا فامنعهم فورا، هم لا يستحقون منك كل هذا الخوف والاهتمام. انتهى كل شيء اضرب بيد من حديد ولا تخف. أنت حر في شقتك، شقتك أمان لك. إذا أرادوا الدخول امنعهم وقل لهم "ما أريد أشوف أحد" واطردهم خارجا رغما عن أنوفهم. انتهى الذي بينك وبينهم. ولا تقلق لن يحدث ما تخاف منه لن يزوروك ولن يتصلوا بك، اطمئن!

قعدت مع نفسي أفكر في الذي حصل وتساءلت: ما الذي فيّ يجعل هؤلاء لا يتواصلون معي؟
سنة كاملة لم أر أحدا منهم ولا رأوني ولا كلمتهم ولا كلموني. ألهذه الدرجة أنت رخيص وضيع لا قيمة لك؟! لا تجد أحدا في هذا العالم يتعاطف معك ويصبر عليك ويتحملك.

ماذا فعلت لهذا العالم حتى أجد منه كل هذا التجاهل والتجافي؟ لا أجد من أحد تعاطفا ولا حنانا ولا حضنا ولا أمانا؟ انهارت شخصيتي وضعفت. شاب شعري وظللت كالطفل المرعوب. ازداد الخوف عندي حتى كأني أتخيل الناس تنتظر مني كلمة لتعنفني أو تضحك علي أو تسخر مني ثم لا أجد بعدها من يحميني منهم ويدافع عني. هل أنا لهذه الدرجة ذميم منبوذ لا أطاق؟

ما دام أقرب الناس إليّ هكذا يفعلون بي فهل ألوم غيرهم؟! كرهت الناس كرهت نفسي كرهت العالم، ما عدت أطيق أحد.

قديما كلما افتقدت أخواني وأحببت الرجوع إليهم فعلت وجلست معهم وتحملت الخوف الذي ينتابني واستمررت على ذلك عقودا من الزمن ثم لما تركتهم لم أجد لهم حسا. واليوم كلما أحسست بفقدهم ألزمت نفسي أن لا أرجع إليهم لأن حقيقتهم قد بانت لي. نعم! ما دمت لا أستحق منهم الاهتمام فلابد أن أعاملهم بالمثل. كم حاولت أن أتقرب إليهم رغم معاناتي ثم بغمضة عين تبرؤوا مني. أنا ما عدت أطيقهم. أنا أبغضهم إلا واحدا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق