في المدرسة:
كان في الصف الثالث ابتدائي ولد يدعى خالد وأظنه كان أكبر مني بسنة وكان مشاغبا ولا يخاف المدرسين. وكان يتحرش بي ويجلسني في حضنه ويؤذيني ولا يتركني لشأني حتى أثناء الحصة أمام معلمنا الذي كان يشاع عنه أنه متشدد وعصبي.
ومع أني كنت مجتهدا وذكيا إلا أن ذلك لم يكن يجعل هؤلاء الذين يقول عنهم الشاعر:
أذكر مرة أن هذا الطالب رمى قلمي من على طاولتي أثناء الحصة التي يدرس فيها هذا المدرس الملتحي الذي يظن فيه الهيبة والوقار والخير والفضل. فشكوته إليه. فرد علي قائلا "خذ أنت القلم". قلت له وقد طفح عندي الكيل: "لن أفعل، هو الذي رماه وهو الذي يجب عليه أن يرجعه". فرمقني بعين غاضبة وأمرني بأخذ القلم.
أصبت بصدمة أثرت في نفسي كثيرا وأنا الطفل البريء المسكين المغلوب على أمره الشاطر والمجد والمجتهد! هكذا يفعل بي!!!
إذا لم تجد أحدا تحتمي به من ظلم الظالمين، لا بل يتجاهلك وهو المسؤول عنك، والملزم بحمايتك، وأنت الضعيف الهزيل المغلوب على أمرك، أي صفة سوف تكتسب؟ وأي صفة جيدة منك سوف تسلب؟
إن التحرش الجسدي كان عمل تلك البيئة العفنة التي عشت فيها وقد كنت نحيفا ضعيف البنية لا أستطيع أن أدافع عن نفسي.
في الإعدادية ابتليت بولدين من صفوف أخرى يتحرشون بي ويؤذونني. وثالث كان يدعى فهد بدين قليلا كان يطاردني في الفسحة.
في المدرسة ما عدت أشعر بالأمان ولا الراحة النفسية، ولم يكن أحد يقبل بي صديقا ويصاحبني، فانتهى بي الأمر إلى العزلة والتقوقع ثم الجنون والهبل، نعم، كنت أصطنع شخصا خياليا أتحدث إليه أو تعارك معه! مرة أجعله واقفا أمامي ومرة بعيدا عني ومرة لا هذا ولا ذاك بل أتحدث مع نفسي وأظهر حركات في وجهي وأهز رأسي كأني أخاطب شخصا أمامي. أذكر مرة أني كنت أظهر حركات غبية على وجهي وفمي في ساحة المدرسة في الفسحة أمام الناس، كنت أفعل ذلك ليعجب بي أحد الطلاب لأني كنت معجبا به وأتمنى أن يبادرني نفس الشعور. بل ربما أفعل ذلك ليعجب بي أي أحد ومن ثم يتعرف علي! كانت حركات غبية جدا. أنا انصدمت لما تذكرت هذه القصة لقد تذكرت كيف كنت أمشي وحيدا معتوها في ساحة المدرسة، وكيف كنت أرى كل واحد يمسك بيد صاحبه! وعندما تنتهي الفسحة وأرجع إلى الطابور، أرى طلاب صفي رجعوا إلى الطابور ولا أعرف أين كانوا. أحداث كثيرة بدأت أتذكرها. إنني فعلا حزين عندما أتذكر هذه الأحداث! وأشفق على نفسي أي حال كنت عليها!
كان في الصف الثالث ابتدائي ولد يدعى خالد وأظنه كان أكبر مني بسنة وكان مشاغبا ولا يخاف المدرسين. وكان يتحرش بي ويجلسني في حضنه ويؤذيني ولا يتركني لشأني حتى أثناء الحصة أمام معلمنا الذي كان يشاع عنه أنه متشدد وعصبي.
ومع أني كنت مجتهدا وذكيا إلا أن ذلك لم يكن يجعل هؤلاء الذين يقول عنهم الشاعر:
قف للمعلم وفه التبجيلا .... كاد المعلم أن يكون رسولا
لم يكن يجعل هؤلاء يدافعون عني ويساعدونني ويحمونني في بيئة هم المسؤولون فيها عنا. فأي ظلم هذا؟!أذكر مرة أن هذا الطالب رمى قلمي من على طاولتي أثناء الحصة التي يدرس فيها هذا المدرس الملتحي الذي يظن فيه الهيبة والوقار والخير والفضل. فشكوته إليه. فرد علي قائلا "خذ أنت القلم". قلت له وقد طفح عندي الكيل: "لن أفعل، هو الذي رماه وهو الذي يجب عليه أن يرجعه". فرمقني بعين غاضبة وأمرني بأخذ القلم.
أصبت بصدمة أثرت في نفسي كثيرا وأنا الطفل البريء المسكين المغلوب على أمره الشاطر والمجد والمجتهد! هكذا يفعل بي!!!
إذا لم تجد أحدا تحتمي به من ظلم الظالمين، لا بل يتجاهلك وهو المسؤول عنك، والملزم بحمايتك، وأنت الضعيف الهزيل المغلوب على أمرك، أي صفة سوف تكتسب؟ وأي صفة جيدة منك سوف تسلب؟
إن التحرش الجسدي كان عمل تلك البيئة العفنة التي عشت فيها وقد كنت نحيفا ضعيف البنية لا أستطيع أن أدافع عن نفسي.
في الإعدادية ابتليت بولدين من صفوف أخرى يتحرشون بي ويؤذونني. وثالث كان يدعى فهد بدين قليلا كان يطاردني في الفسحة.
في المدرسة ما عدت أشعر بالأمان ولا الراحة النفسية، ولم يكن أحد يقبل بي صديقا ويصاحبني، فانتهى بي الأمر إلى العزلة والتقوقع ثم الجنون والهبل، نعم، كنت أصطنع شخصا خياليا أتحدث إليه أو تعارك معه! مرة أجعله واقفا أمامي ومرة بعيدا عني ومرة لا هذا ولا ذاك بل أتحدث مع نفسي وأظهر حركات في وجهي وأهز رأسي كأني أخاطب شخصا أمامي. أذكر مرة أني كنت أظهر حركات غبية على وجهي وفمي في ساحة المدرسة في الفسحة أمام الناس، كنت أفعل ذلك ليعجب بي أحد الطلاب لأني كنت معجبا به وأتمنى أن يبادرني نفس الشعور. بل ربما أفعل ذلك ليعجب بي أي أحد ومن ثم يتعرف علي! كانت حركات غبية جدا. أنا انصدمت لما تذكرت هذه القصة لقد تذكرت كيف كنت أمشي وحيدا معتوها في ساحة المدرسة، وكيف كنت أرى كل واحد يمسك بيد صاحبه! وعندما تنتهي الفسحة وأرجع إلى الطابور، أرى طلاب صفي رجعوا إلى الطابور ولا أعرف أين كانوا. أحداث كثيرة بدأت أتذكرها. إنني فعلا حزين عندما أتذكر هذه الأحداث! وأشفق على نفسي أي حال كنت عليها!
في البقالة:
كان الباعة في جميع البقالات من الهنود وقد اختار والدي رحمه الله تعالى واحدة من هذه البقالات نشتري منها على الديْن وكانت تبعد عن المنزل قرابة كيلو متر. وكنت أذهب مرات ماشيا لأشتري الأغراض في المرحلة الإعدادية والثانوية لم يكن في البيت سيارة. كنت في المرات الأولى أذهب مع أخي الذي يكبرني سنتين. وكنت أختبئ في ركن من أركانه في مكان ضيق تاركا أخي يشتري الأشياء. وظل الحال هكذا، اقترب مني أحد الهنود ويدعى مصطفى وتحدث إلي ما اسمك ومن هذه الأسئلة وأنا آثار الخوف والخجل على وجهي البريء والابتسامة الساخرة الخبيثة على وجهه المغبر. وتمر الأيام وأنا على هذا الحال. ثم صرت أذهب إلى البقالة لوحدي، ثم صار الهندي يقترب مني ويلمس ذراعي وظهري ويحاول أن يلتصق بي. وفي أيام أخرى يتجمع اثنان وثلاثة آخرون يتحدثون إلي ويتقدمهم مصطفى ثم يتكلم معهم بلغتهم ويضحكون كأنهم يسخرون مني وأنا خائف!
أنا كنت أدخل هذه البقالة ومعي الورقة مكتوب فيها المشتريات ثم أتجه فورا إلى ذلك المكان كأني أبحث عن شيء هناك وفي الحقيقة كنت أريد أن أقبع هناك فحسب. ثم يأتي واحد منهم ويسألني ماذا تريد فأقول أريد كذا وكذا حتى يحضر جميع الأشياء.
كبرت فحاولت أن أخرج من تلك البقعة شيئا فشيئا حتى نجحت فصرت أبحث عن الأشياء لوحدي أو أسألهم إن لم أجد.
جاء مساعد جديد وكان يتحرش بي أيضا ولم أستطع أن أفعل له شيئا. ثم كبرت قليلا فحاولت أن ألقنه درسا فسحبت حذائي وضربته به فغضب ورمى حذائي في الخارج فخفت لأني ظننته سيرتعد ويخاف مني لكن لم يحصل ذلك فأحرجت وخفت أكثر.
اختفى مصطفى بعدها بسنوات ولا زلت أشتري من هذه البقالة فترات طويلة جدا سنوات ثم ظهر فجأة وقد شاخ قليلا فقالوا لي هل تعرف هذا؟ ساخرين! قلت نعم بلكنة الخائف المذعور. اكتشفت بعد فترة أنه يعمل في بقالة قريبة عندما دخلتها صدفة فلما رأيته أصابني خوف لكن تمالكت نفسي ووضعت ما أريد وسألته عن السعر ولم أزد. حتى هذه اللحظة أخاف الدخول إلى هذه البقالة.
في المسجد:
دخلت المسجد بعد خروج جميع المصلين منه لأعطي المؤذن ويدعى سالم وهو هندي أيضا فسلمت عليه وأخذ يدي وقبلها.
في الحارة:
كان ولد أصغر مني بسنة وكان بدينا نوع ما يتحرش يتحرش بي.
في الحديقة:
أخذت إخواني الثلاثة الأصغر مني سنا إلى الحديقة القريبة من المنزل. وتركتهم يلعبون، فأحببت أن ألعب مثله وأستمتع كما يستمتعون، فصعدت "الزحليقة" فجاء واحد كان هناك فوضعني في حضنه وتزحلق مع أني كنت كبيرا على هذه الحركة لعله استغل خوفي وضعفي. فزاد خجلي فقررت أن أرجع. حتى هذه اللحظة كل ما أمر هناك أتذكر هذه الحادثة وأعتصر ألما!
كثيرة هذه الأحداث ثم أرجع إلى البيت ولا أجد غير الصراخ وعدم الاهتمام. ساءت حالتي وتغيرت.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق