السبت، 2 مايو 2015

الصفعات المؤلمة

أول صفعة على وجهي أتذكرها الصفعة المدوية من معلمة الرياضيات وأنا كنت في الصف الأول الابتدائي والسبب أني كتبت الخمسات على شكل دوائر غير مكتملة بحكم الاستعجال ومسابقة الطلبة الآخرين. أتذكر شكل الصف وكيف كان الطلاب حولها يطلبون تصحيحها فدخلت عليها وأعطيتها دفتري فصرخت وصفعتني.

والصفعة الثانية لا أذكر في أي صف كنت لكن بعد الصف الرابع وقد بدأت أعيش الوحدة والعزلة والخوف. كنا نضع الحقائب صفا على الرصيف لننتظم إذا جاءت الحافلة. كنت أنا وأحد الأولاد نتعارك من جاء قبل الثاني فجاء والده ونظر وسمع ثم صفعني. من الغرائب أن هذا الرجل جارنا وأعرفه وأعرف أولاده وواحد منهم في صفي وأكن له ولأولاده كل تقدير واحترام لأنهم حقيقة محترمون. لكن الذكريات المؤلمة تبقى ولها أثر علي.

والصفعة الثالثة من أحد أعمامي اسمه عبدالرحمن كان هو وأخي الأكبر يمارسان التمارين الرياضية في المنزل. فضربته بيدي على مؤخرته مازحا وإذ بصفعة منه على وجهي سببت لي خوف ورعب منه. بعدها لم أتجرأ مجالسته، وإذا اضطررت سلمت خائفا وهربت. ظل الأمر على هذا الحال سنين طويلة لأنه يأتينا على فترات متقطعة جدا. كانت أختي توأمي تضحك معه ويضحك معها ويتمازحون هي وبقية أخواني وأسمع ذلك فكنت وأنا مهموم حزين خائف أستغرب كيف يحصل هكذا أمر وهو إنسان شرير قاسي لا يرحم.

لعل ما حصل لي أمر يحصل للكثيرين ولم يكونوا يتأثرون به. لكني للأسف قد تأثرت به بحكم أني حساس وخجول. الناس ليسوا سواسية. أمر لا تتأثر به ليس بالضرورة لا يتأثر به غيرك. هذا واقع قد حصل وصنع جرحا ما اندمل.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق