الجمعة، 10 يونيو 2016

جلسة ‏نفسية ‏مع ‏دكتور ‏(2)

في اليوم التالي وهو اليوم السابع. جلست عند الدكتور الذي أحالتني عليه التي قبله. مسك ورقة وقلم وقال بهدوء ما الذي تعاني منه؟ هنا صدمت! هل يمزح هذا أم ماذا؟ قلت له ألم تخبرك الدكتورة فلانة؟ قال لا. لا حول ولا قوة إلا بالله. قلت له: هي قالت أنها أخبرتك حتى لا أعيد مشكلتي من جديد. قال: لا لم تخبرني. على كل حال، أحب أن أسمع المشكلة منك. قلت له: أمري إلى الله تعالى. بدأت أعيد له باختصار وأنا "نفسي مسدودة" من الإعادة. وهو يكتب ويسجل الملاحظات. ما شاء الله تعالى. مجتهد وأفضل من تلك. إنه يشعرني أنه مهتم شعرت ببصيص أمل. يسألني وأنا أجيب وأزيد. انتهت الجلسة كانت ساعة واحدة كما هي العادة. إني أخسر المال إذن.
خرجنا من الغرفة وذهبنا سويا إلى قسم الاستقبال لتسجيل المواعيد. قال للموظفة: سجلي موعدا كل أسبوع. قلت له: أريده مرتين كل أسبوع. قال بلهجة الواثق: لا عليك سأعطيك كمّا هائلة من الواجبات والمهمات - وأشار بيديه إشارة تدل على حجم هذه المهمات. تفاءلت خيرا فأنا أحب هذا الاهتمام. لكن للأسف هو فيما قاله غير صادق تسع جلسات لم أر منه شيئا.
كنت أحاول الاتصال به لكن للأسف لا يرفع سماعة هاتفه. أرسلت له رسالة خاصة وللأسف لا يرد. حسبي الله ونعم الوكيل. نسيت أن أخبره لماذا لا ترد! لكن الجواب معروف طبعا. مشغول والاتصالات كثيرة.
في اليوم التالي أعيد نفس المنوال وهو يكتب ويسجل الملاحظات. يتكلم بهدوء تام ويشرح لي بعض الأشياء وأنا أستمع إليه. أحسست مع مرور الوقت أنه لا يستفيد من هذا الذي يكتبه فقط يتظاهر أنه مهتم.
في أحد الجلسات طلب مني أن أتكلم في أي موضوع. هذه الأشياء تربكني. فعلا لقد ارتبكت ليس عندي موضوع أتكلم فيه. أنا أجهل كل شيء. حتى في عملي لا أعرف ما يحدث حولي. صارحت له بذلك. شرحت له سبب ذلك. قال: تكلم في أي شيء تعرفه. يريدني أن أتحدث. أعجبتني الفكرة لأنها تشجعني على تعلم الكلام والثقة بالنفس. وجدت صعوبة بالغة جدا. الثقة بنفسي تنقصني. بدأ يساعدني وقال: ما رأيك في كرة القدم وعن فريقك المفضل. قلت له وأنا في خجل شديد: لا أعرف شيئا عن ذلك لأني جاهل بكل شيء حتى بكرة القدم. لم أفلح في هذا الموضوع. قال: تكلم في مجالك الحاسوب. انقبضت أيضا مع أنه مجالي لكن أحس بعدم الرغبة في الكلام فيه لضحالة المعلومات عندي لأني لا أطور نفسي ولا أحس برغبة بتطوير نفسي. كل شيء كان عندي كئيب لا طعم له. ثم شرحت له ما أشعر به ولم لا أستطيع الكلام حتى انتهت الجلسة. أظن عنده الآن معلومات مهمة ولا بد أن يكون استوعب جزءا كبيرا من شخصيتي.
في اليوم التالي تحدثت معه عن مشاكل النطق عندي فقلت له إني لا أجيد ربط الكلمات والكلام يخرج مني بشكل غير سلسل. أعاني من صعوبة في النطق وصوت غير مقبول وحروف مأكولة وكلمات غير مفهومة. يحصل عندي تشتت وخروج عن الواقع إلى واقع مظلم لا صورة فيه. لا أرى غير السواد الأفكار تتبخر فيه. قلت له لما أقرأ سرعان ما تتحول الحروف العربية إلى حروف هيروغليفيه أقرأها لكن لا أفهم شيئا.
في إحدى الجلسات طلب مني أن أدخل بين الناس وأشاركهم الحديث قلت له: لا أستطيع. هذه المهمة الوحيدة التي طلبها مني. حاولت تطبيق هذا الكلام. بدأت بنشوة ثم وجدت صعوبة. قال لي في الجلسة التالية: هل طبقت ما قلته لك؟ قلت له نعم لكن لم أستطع الاستمرار. قال أنا في رمضان كله سأكون في أجازة -وكان الموعد التالي يصادف رمضان-. ثم قال: لكن سأرسل لك أسئلة تقييم لغوي ونطقي وأرسلها إلى الموقع الفلاني ليحدد شخصيتك ثم أرسل لك النتيجة. بالفعل أرسل الأسئلة على إيميلي بتاريخ 18/6/2015. فأرسلت له جوابي نفس اليوم. ثم قال: "سأرد عليك في أقرب فرصة" تأخر كثيرا في الرد حتى تاريخ 2/8/2016 قال:
"السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بعد مراجعة اجاباتكم على الاستمارة تبين أن امكانية تعرضكم لأعراض قلة الانتباه مرتفعة. هذا يعني أن مقدرتكم على تقنين القدرات الفكرية كالانتباه والتركيز يشوبه خلل مما يعرضكم للتشتت, عدم المقدرة على المتابعة, الارهاق الذهني وضياع خيط الافكار.
أما بما يخص أثر هذه الاعراض على المقدرة اللغوية والنطق فبمراجعة ما توفر من المصادر العلمية تبين أن هناك نقص أو عدم رصد هذا العرض في اضطراب قلة الانتباه والتركيز. أما بمراجعة تقارير الافراد عن انفسهم عبر المواقع والمنتديات فتبين أن الكثير ممن يعانون نقص الانتباه والتركيز يشتكون من مشاكل لغوية وصعوبات نطق. عدة تقارير فردية ذكرت أعراض مشابهه لما ذكرتم كعدم القدرة على مجاراة الحديث, التشتت, سرعة النطق وأكل الحروف وضياع خيط الافكار عند المحادثة.
ما أنصح به هي التالي:
- مراجعة الطبيب النفسي لتقييم مدى حاجتكم للدواء للتغلب على أعراض قلة الانتباه
- التواصل مع معالج نطق والاتفاق معه/معها على خطة علاج مبنية على الاعراض المحددة
- الاستمرار في التعامل مع أعراض القلق والتمرن على محادثة الاخرين"
بعد العيد استأنفنا وتكلمنا في نتائج التقييم ثم نصحني بمراجعة مختصي النطق. كالعادة لم يعط شيئا جديدا فقط يرمي الكلام. لكنه قهرني أنه في إحدى الجلسات لم يتم الساعة كاملة بل أنهى الجلسة قبل المدة المفترضة بعشر دقائق. كأنه منتظر شخصا آخر ، وأيضا لأن جلساته صارت تكرار ولا شيء جديد يقدمه. كل جلساتهم أصلا على نفس الوتيرة لا جديد نوعا ما. مضيعة للوقت والمال. كأنك تذهب تزور شخصا لتتحدث معه لكن الظريف أنك تعطيه نظير ذلك مبلغا من المال. فكانت آخر جلسة إذ عزمت على التوقف. بعد هذا التهاون في حقي. الساعة يجب أن تتم كاملة. إني أخسر المال وهؤلاء لا يبالون.


اضغط هنا إن كنت ترغب في نموذج الأسئلة التقييم الذي أرسله لي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق