الجمعة، 31 يوليو 2020

كرهتهما ‏كرها ‏أبديا

فقد زاد الأمر عن حده .. ما عدت أطيق الثنتين .
أحكي لكم القصة .. حدثت قبل سنتين .. جلستا مع أمي فجئتهما. كما ترون .. ها أنا أصل الرحم .. إني أتعب .. إني أجاهد .. وأنتم تعلمون ذلك .. وهم لا يشعرون ..
تكلمنا .. فجاء ولدي ودخل .. وكنت أحضه ليسلم عليهما .. قالوا له لماذا لا تسلم علينا أنت مثل أبيك .. سخرية .. مسكت نفسي .. فسلم ابني ثم خرج .. وأنا أملك أعصابي .. فذكرت إحداهما قصة حصلت قديما كنت صغيرا .. فقد كنت أرفض أن أتعلم السياقة .. سياقة السيارة .. لأني أخاف .. ذكرهما للقصة أشعرني بأنها يتقصدان السخرية .. لكن عن حسن نية .. زاد ألمي .. كلما ذكروني بالماضي كلما ازداد خوفي .. وأنا أصلا لم أكن أشعر بالارتياح عند جلوسي معهما .. قلت لهما وأنا منزعج .. وواضح من ملامح وجهي أني منزعج .. قلت لهما أغلقا وغيرا الموضوع .. سخرا مني .. السخرية عادية .. هكذا يقال .. "لا تكبرها يا فلان وهي صغيرة" .. "مشيها" .. كررت للمرة الثانية قلت لهما: رجاء أغلقا وغيرا الموضوع. هل أخطأت في شيء؟؟؟ .. لكن لا فائدة .. إنهما كالأنعام بل أضل .. فصرخت في وجهيهما وذهبت .. لقد فعلت الحكمة .. لقد طلبت منهما بكل هدوء التوقف .. ومسكت نفسي .. الثانية ثم الثالثة .. لكن لا فائدة .. 
إذن لا تلوموني .. خرجت متوترا جدا فكلمت إحداهما بعد ذلك واسمها (خ) عن طريق الرسائل الخاصة .. وقلت لها .. أحذرك أن تتحدثي عني في حضرة ابني .. وهددتها إياك أن تتكلمي عن تاريخي .. 
لقد فجعت وأظهرت البراءة .. قالت أنا لا أعرف .. وهي صادقة .. إنها بلهاء بليدة غبية .. هؤلاء من بلادتهم لا يشعرون بالآخر .. لقد بكت وتأثرت .. فاختلج في نفسي أنها عقلت وعرفت من أنا وكيف أنا .
خرجت بالسيارة من جو البيت الكئيب .. أكلم نفسي .. نفسي هي الشيء الوحيد الذي أبث إليه همومي . فلما هدأت رجعت إلى البيت.
وفي اليوم التالي .. حن قلبي لأختي (خ) ولان لها .. فبحثت عنها .. فوجدتها في غرفة .. فدخلت عليها .. فإذا هي جالسة في مصلاها بعد أن انتهت من فرضها .. فحضنتها وأنا وراءها .. ودمعت أنا ودمعت هي في ظلمة الغرفة .. وتصافت القلوب .. هكذا أنا أظن .. قلت لها أنا لا أحب كذا وكذا .. وكشفت لها عما في نفسي ..

انتهى الامر على ما يرام .. ثم .. رجعت هي وأختها الى البلد الذي تسكنان فيه.

بعد مرور سنة .. رجعت هي وأختها مرة أخرى .. كان ذلك قبل العيد .. سلمت عليهما .. الأمر "سمن على عسل" ..

بعد يومين أو ثلاث .. عرفت أنها ترغب بالذهاب إلى السوق لتشتري لابنتها فستان العيد ولم يكن أحد من إخواني متفرغ لذلك .. فقلت لها سنذهب سويا إلى السوق .. وأترك أشغالي .. فذهبنا ثم رجعنا .. ثم بعد يومين .. طلبت منها لتذهب معي برفقة زوجتي إلى السوق مرة أخرى .. سأضرب صفحا عما كان منها .. كانت الأمور طيبة .. وجد وضحك ومزح ..

جاء أخوالي زائرين .. ازداد خوفي فأنا لا أحب الزيارات والاجتماعات .. لكن ما باليد حيلة .. أرتجف وأخاف وأجلس وأنا مقاوم صابر محتسب .. يعرف المعاناة من كان في مثل حالتي .. أجلس معهم ساعة وأتركهم يوما أو يومين بحجة أني أعود من العمل مرهقا.

لحسن الحظ .. صارت مشادة بيني وبين أمي بخصوص الضيوف .. لماذا لا تجلس مع أخوالك كيف تجلس في غرفتك مثل "الحرمة" هنا صعقت ذكرتني بالذي كان يعيرني قدام أولاد الحارة بصوت عالي ((يا الحرمه)) في كل مرة يراني .. لكن مسكت نفسي وتحملت .. وعادت تكرر لا تسكت ولا تفهم  ..  لم أتمالك نفسي .. فقمت غاضبا وصرخت قائلا لها: لن تريني ولا يراني أخوانك وأخواني بعد اليوم .. وقطعت عنهم جميعا وسجنت نفسي في شقتي في نفس الفيلا الكبيرة .. وتتصل ولا أرد عليها .. إلى أن غادر الضيوف بعد أسبوع أو أكثر لا أتذكر ولا أريد أن أتذكر .. قرصة تعلمت منها أمي .. ولكنها تعود لكن بشكل أقل حتى يئست بالمرة .. 

لماذا قلت لحسن الحظ ؟ ستعرفون بعد قليل .. 

أسبوع وأنا منقطع عن الجميع ..

جاء العيد ورحل .. بمره ومره .. لا حلو فيه ..

الأخت (خ) ما ذكرتني .. ولا زارتني .. ولا اتصلت بي .. ولا أرسلت لي حتى رسالة على الخاص بالمعايدة .. ولا قالت .. سأصل رحمي .. ولا قالت لقد ساعدني .. وتكرم بأخذي إلى السوق مرتين .. ولا ما كان بيننا من أنس وود .. ولا تذكرت ما حصل في السنة الماضية وجئتها مستسمحا بنفسي مع أنها المخطئة .. أنا الذي بدأت بالاعتذار ونسيان ما كان .. كل ذلك داست عليه (( بكل براءة )) ..

جاء العيد الكبير عيد الأضحى .. والأمر على حاله .. لا سلام ولا كلام .. هل أنا مت وأنا لا أدري ؟؟ هل أنا مفقود ويئسوا من البحث عني ؟؟
 
أف لكما .. إني أبغضكما .. وسأظل أبغضكما ..

لقد سافرتا .. ولم تودعاني .. ولم تسلما علي .. 

كانت أختها (ل) تدخل شقتي .. وتستخدم آلة الخياطة في غرفة من غرف شقتي .. تدخل وتخرج .. وأنا كنت موجود في غرفة النوم !!!

تقول لي زوجتي إنهما تسألان عنك .. أأضحك أم أبكي؟؟ ألهذه الدرجة أنا رخيص عندهما؟؟ ما رأيت وقاحة مثل هذه!!! .. يسألان عني عن طريق زوجتي!!! هل أنا أخوهما أم ابن عمهما؟؟ لو كانتا حقا تسألان عني لاتصلا بي أو على الأقل ترسلان لي رسالة خاصة عبر الجوال .. لكن لا قيمة لي عندهما .. هما غير مهتمتين بي ولي .. فلماذا أنا أهتم بهما ولهما؟! .. من أنتما؟؟ أأقضي بقية عمري أتذلل لكما؟؟ طز فيكما .. كغيركما من وجوه العالم البغيض ..  نعم .. الآن .. لقد وجبت .. من الآن فلن ترياني ولن أراكما ولا أريدكما .. ولا يشرفني كما لا يشرفكما .. منكم ومني .. اقطعوا رحما .. وعند الله عذري فما عذركما ..

ووقاحة منهما .. لم تكتفيا بذلك .. بل رجعا بعد أسبوعين أو ثلاثة .. وجلسا يومين ثم رجعا .. ولا سألا عني كأني غير موجود في هذه الدنيا ..

انتهت القصة .. ذكرهما يصيبني بالغثيان ..



 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق