أنياب الخوف
عندما تعيش في عالم لا يطيقك، ولا يهتم لأمرك، ولا يجل قدرك، ولا يتعاطف معك، عالم يأخذ منك ما يريد، ثم يرميك كما تُرمى الفضلات!
الخميس، 14 نوفمبر 2024
سنة من قطيعة الرحم
الخميس، 24 أكتوبر 2024
اليوم .. وصلت إلى أعلى مستويات الغربة الشديدة
الأحد، 28 يوليو 2024
حتى الذين أكرمتهم
مع مثل هذه الشاكلة، كيف لي أن أقف؟
أمه سقطت فأصابها كسر واحتاجت إلى عملية، كان مهتما جدا لذلك وأراد السفر لترتيبات العملية. كنت أسأله عنها وأتعاطف معه. ذات مرة اتصل بي وقال: "أنا محرج منك جدا وأنت لا تقصر، أنا في ضائقة مالية"، فقلت له: "كم؟"، فذكر المبلغ، فقلت له: "بسيطة"، فذهبت وصرفت له المبلغ، فشكرني وقال: "جزاك الله خيرا"، ثم قلت له وكان يريد السفر: "إذا سافرت واحتجت هناك مبلغا آخر فاتصل بي سأحاول أن أجمعه لك من أخواني". فشكرني. سافر وهناك اتصل بي وكان محرجا مني كالعادة، هو لا يكذب، بالفعل هو في ضائقة مالية. فجمعت له وحولت له المبلغ. ثم رجع من سفره. فيا سحقا! لم يطرق باب بيتي ويقول لي: "جزاك الله خيرا". كنت قد تأكدت أنه لا يقابل الإحسان بالإحسان والاهتمام بالاهتمام والسؤال بالسؤال. كان يتجاهلني، كان لا يسأل مثلما أسأل ولا يبتدئ بالسلام مثلما أفعل. لقد تغيرت نظرتي تجاهه، وقل احترامي له. أنا لا أرضى الدنية، عزة نفسي تأبى ذلك، وأربأ بها عن أن تكون ألعوبة مستغَلّة. إذا كنت مهموما فأنا أيضا مهموم وإذا كنت تحتاج إلى السؤال فأنا كذلك. لماذا تأخذ وتأخذ وتأخذ؟! لماذا لا تريد أن تعطي أو تفكر أن تعطي؟! لماذا تريد أن يكون الاهتمام من طرف واحد؟ هذا غير مقبول بحال. أنا لا أريد منك شيئا غير إلقاء السلام. هل هذا الأمر صعب؟
مر يومان من بعد رجوعه من سفره. هل تظن أني سآتي إليك وأقول لك "الحمد لله على السلامة"! لا وألف لا! كنت حال انتهاء الصلاة أتعمد الخروج سريعا لأختبر معدنه. للأسف لم يكن ليأتي ويشكرني. تكرر الحال أكثر من مرة. لم يأتي ويطرق باب بيتي ولا حتى اتصل! هنا انتهى الأمر.
جاءت المرة الأخيرة، ترك مصلاه مسرعا ناحيتي، فجاءني وأنا خارج المسجد، سلم علي ثم شكرني على المساعدة، فقلت له: "أشكر أخواي فلان وفلان هما الذان ساعداك أنا لم أدفع شيئا" ثم أكملت طريقي إلى بيتي. ما شاء الله! ما شاء الله! ألا ترى أنك تأخرت؟! والصورة قد بانت واتضحت؟! إنني لو لم أصل في المسجد لما طرقت باب بيتي لتشكرني ولا اتصلت بي كما اتصلت حين احتجتني.
بماذا قوبلت من هذا المخلوق؟ ما الإحسان الذي وجدته منه؟ وأي جميل رده إلي؟ الجواب: يمر من أمامي ولا يسلم! يمر بجانبي وهو خارج من مصلاه ولا يسلم! بعد الصلاة أقرأ القرآن في المسجد يراني ولا يسلم! أخذت فترة من الزمن منقطعا عن المسجد ولا آتي إلا إلى صلاة الجمعة، وبعد الصلاة أجلس في الخلف نهاية المسجد أقرأ سورة الكهف وليس في المسجد من المصلين إلا عدد الأصابع، فيقوم هذا يغلق المكيفات والمراوح يراني لا يتنازل ليقدم ويسلم ويسأل عني!
كرهته وكرهت صوته وهو يؤذن أو يقرأ القرآن. فتركت الصلاة في المسجد لأني كلما أسمع صوته أو أرى وجهه أصاب بالغثيان. لم أعد أسلم عليه ولا أسأل عنه، فمثله لا يستحق إلا البصاق في وجهه. كلما أراه أشيح بوجهي. لكن أحيانا وللأسف لا أقدر بسبب دافع الحياء فأسلم. عبرت الأشهر وأنا منقطع عن المسجد وهو على حاله السيء لا يسأل! أما إذا احتاج إلى المال، تذكرني وأسرع بالاتصال بي وعليه آثار المسكنة يقول: "أنا محرج منك"، نعم صدقت! أنت محرج مني لطلب المال لكنك لست محرجا مني لعدم السؤال! كل هذه الأشهر الطويلة من القطيعة ليس فيه شيء من الإحراج!
جاء رمضان الثاني طرقت بابه وأعطيته زكاته الثانية مبتسما، أخذها هو مكفهرا وكأني أنا الذي أشحذ منه. لعل سوءا حصل له داخل بيته قبل أن يخرج إلي أو لعلني أيقظته من نوم عميق كان غارقا فيه. لا بأس! أنا لا أريد أن أعطيك شيئا تراه في وجهي كبرا أو تمننا حتى لا يضيع علي الأجر، إني أظهر لك ما لا أبطن. أما أنت فلم تعتذر في اليوم التالي عن وجهك الكالح حين استلمت الظرف!
جاء رمضان الثالث وهو رمضان الفائت وليس هذا، سألته: "هل لا زلت تحتاج إلى زكاة فأنا لي فترة طويلة لا أعرف عنك شيئا"، فقال وكله أسى: "نعم"، فقلت وأنا أسلم له الظرف: "أنت مسؤول أمام الله تعالى"، ثم ذهبت بسيارتي لمآرب أخرى، ولما عدت إلى البيت، إذا به يناديني وكأنه كان ينتظرني. قلت له: "نعم"، قال: "هل أغضبتك في شيء؟ هل أخطأت في حقك؟"، وأخيرا نطق هذا المخلوق! لقد تذكر شيئا! ثم قال لي: "لقد تغيرتَ علي -يقصدني- قرابة السنتين؟؟"، لاحظوا؟؟؟ يعترف يقول: "قرابة السنتين" سنتان من القطيعة!!! أي صفاقة هذه؟؟ أجاءتك حطام الدنيا لتذكرك بي؟؟!! إذن أين قلبك؟ أين عقلك؟ أين إيمانك؟ أين دينك؟ أين أخلاقك؟ أين إنسانيتك؟ أين ما تعلمته من آيات ربك وأحاديث رسوله التي تلقيها على مسامع الناس؟ ليس شيء من ذلك قرع جرسا أيقظ ضميرك الميت؟!
مع مثل هذه الشاكلة، كيف لي أن أقف!
اعتذر بشدة وحاول أن يقبل رأسي ثم قال حالفا: "إني أدعو لك في صلاتي"، فقلت له: "أنا لا أريد غير إلقاء السلام" ثم عاتبته بقوة وقلت: "كل هذه السنين؟ أنا ما أراك إلا وأسلم عليك وأسأل عنك وعن أهلك، أنا لا أريد بكلامي هذا أن أتمنن عليك لكن المسألة أخلاق" وكان جسمي يقشعر ويرتعش من هذا البوح بهذا الظلم.
سامحته في الظاهر إذ لم أستطع في الباطن. ظللت منقطعا عن المسجد ثم رزقت ببنت بفضل الله تعالى فجاءني يبارك. ما شاء الله! جميل جميل! أبعد خراب مالطا؟
قبل شهرين أو أكثر ماتت أمه التي كنت مهتما بالسؤال عنها، عرفت ذلك ولم أقم بتعزيته، وليقل عني كيف يشاء، إنه لم يعد يعنيني، أنا لا أعرفه وكفى! وحتى هذه اللحظة لا يسأل ولا أسأل!
هكذا الناس .. وللحديث بقية ..
الأربعاء، 19 يونيو 2024
أنا الوحيد
الأحد، 31 مارس 2024
لا يزالون يتنمرون علي
الجمعة، 19 يناير 2024
وردتان جميلتان
الجمعة، 1 ديسمبر 2023
أختي الكبرى
الاثنين، 30 يناير 2023
ما الذي فيّ حتى يقاطعني إخواني؟
السبت، 19 نوفمبر 2022
وصيتي عند دفني
الأربعاء، 5 مايو 2021
أعراض (2)
شدة بطء الاستجابة والرد على الاخر. دماغي يحتاج لوقت طويل جدا للرد. وربما لا أستطيع الرد. وإذا رديت يكون ردي غير متزن. وأتعب بشدة.
لما أقرا مقالة أحيانا كثيرة ينقطع دماغي عن العمل وأقرأ كأني أتهجأ الكلمات. سواء منذ بداية المقالة أو في وسطها. ونفس الشي لما أكون في حديث مع أحد أو أسمع محاضرة. أكون في عالم آخر أفهم الكلمات لكن لا أفهم الجمل والمعنى والمغزى.
دائما ما أحس بالملل والضيق من التواصل مع الناس. أحس بشكل شبه دائم بأن دماغي تعبان لا يعمل.
لما أتكلم أحس بصعوبة في الكلام. عندي مشكلة كبيرة في التعبير. ومشكلة في الحديث مع أي أحد.
دائما لما أحمل بنتي عمرها سنتين في بلكونة يجي لي دافع أن أرميها وأتلذذ برميها. أريد أراها ورأسها ينفجر.
أعراض (1)
الشعور بالنقص والذل وحتى لو تظاهرت العكس فالوضع لا يساعد لأني:
لا أستطيع التأقلم مع الناس أشعر بأني في عالم لا يناسبني.
دماغي وعاء ضيق لا يستقبل إلا القليل من الكلام ثم يبدأ في الانفصال عن الواقع فيطلب من المتكلم إعادة الكلام.
ثم إذا أردت متابعة كلامه بأمر في بالي لا أستطيع أحس بتعب في فمي كأنه ينفث عدا أني لا أحسن التعبير ولا إطلاق الجمل.
عندما أتكلم مع نفسي لوحدي في أي موضوع فأجد لساني ثقيلا كأنه كسول لا يريد أن يعمل.
أفكاري مشوشة متشابكة ومرات أشعر بخواء وفراغ. إذا حاولت أتذكر شيئا أقوله تصادفني الهموم والشعور بالعزلة ونكران الناس فأحجم عن ذلك.
أشعر أن دماغي لا يعمل بشكل جيد دماغي مشلول مقفل لا يستوعب إلا أشياء بسيطة.
لا أعرف أشرح أي موضوع أفكاري متشابكة مبعثرة لا أعرف ترتيب الكلام وتنظيم الأفكار علاوة على صعوبة النطق وعجز اللسان.
لذلك آثر السكوت ولا أحب التحدث فإذا تطلب الأمر أرتبك وأتوتر.
أخاف الأسئلة الموجهة لي لأسباب منها أني لا أستطيع الرد بسرعة وأحس أن دماغي بطيء الاستجابة. وأخشى التنمر والسخرية بنسبة عالية. أنا لا أثق بأحد.
آخذ المعلومات بطريقة سطحية مختصرة.
وعند القراءة لا أستوعب خصوصا إذا كان الموضوع لا يشدني.
لا أستطيع الجلوس مع الناس دماغي ينفصل عنهم أحس أني جسد بلا روح لا استطيع التواصل.
أتذكر عندما كنت أحمل ابنتي وأنا على بلكونة في الطابق العلوي يأتيني شعور بأن أرميها من البلكونة وأتلذذ برميها. كان شعور مخيف جدا.
الخميس، 7 يناير 2021
الناس تمل منك كثر ما شافتك حزين (مقطع مرئي)
السبت، 19 ديسمبر 2020
الكل بدون إحساس
الجمعة، 31 يوليو 2020
كرهتهما كرها أبديا
الجمعة، 24 أغسطس 2018
لقد صدمت اليوم
شيء فظيع لا أكاد أصدقه. صهري جاء من بلاده. حافظ للقرآن. كان يخطب في المسجد. أخلاقه طيبة. حان وقت الغداء في يوم العيد. كان نائما فاستيقظ. وقد سبقناه إلى الغداء وكنا مجموعة من إخواني وأولادهم فصادف أن كنت وحدي في صحن لاربعة أشخاص وكانت سفرة طويلة عليها أربعة صحون وما بقي إلا الصحن الذي آكل منه وحدي في طرف السفرة وفي العادة يكون للضيف. فجاء الصهر وسلم وجاء حتى انحاز وضايق الجماعة ليأكل معهم. هل انعدم الذوق والحياء عندك أم ضاقت عليك الدنيا بما رحبت. أما كان عليك أن تجلس وتأكل معي إذ وجدت على كل صحن اثنين. هل ترضاها لنفسك؟ ما هذا الدين الذي تتعبدون به؟
كنت عازما كالعادة أن أهرب من اجتماع العيد قبل المغرب ولكن من شدة الألم والحزن والقهر خرجت قبل العصر.
موقف ذكرني بما كان قد حدث لي أيام الجامعة قبل عشرين سنة في مطعم جلست على طاولة وحدي وبجانبي طاولة عليها رفقة من معارفي فيأتي آخرون منهم أعرفهم ويعرفوني فيسلمون فقط ويتكلمون معي كلمتين ليغطوا على قلة حيائهم بغربال - ربما - ليتحاشوا أن يجلسوا معي. وواحد منهم أخلاقه طيبة متدين وأفضل منهم قد سبقنا. أين حياؤك أنت الآخر؟؟؟ أما وجدتني وحدي وأنت تعرفني جيدا ونتكلم كثيرا في أمور الدين والدنيا أما سحبت صحنك وجلست معي لما وجدت من معك لا يجيدون فن المعاملة. ما أيقظك حياؤك أن تقول هذا المسكين لوحده سأجلس معه وأتحمله. أما علمتك أخلاق محمد صلى الله عليه وسلم الذي تتظاهر بحبه!
هل أنا مبغوض في السماء؟ أم ابتلاء من رب الأرض والسماء؟
أنا أكره نفسي وأكره الناس. أحب أن أكون وحدي مختل بنفسي. لا أريد أحدا ولا أريد أن أسمع من أحد. ما أحلى الوحدة ما أحلى العزلة. لكني لا أحب الوحدة لا أحب العزلة . أنا بين نارين . لا أعرف لا أفهم . أنا ضائع أنا تائه .
الأحد، 18 سبتمبر 2016
لم أجد صديقا في حياتي!
الجمعة، 10 يونيو 2016
جلسة نفسية مع دكتور (2)
خرجنا من الغرفة وذهبنا سويا إلى قسم الاستقبال لتسجيل المواعيد. قال للموظفة: سجلي موعدا كل أسبوع. قلت له: أريده مرتين كل أسبوع. قال بلهجة الواثق: لا عليك سأعطيك كمّا هائلة من الواجبات والمهمات - وأشار بيديه إشارة تدل على حجم هذه المهمات. تفاءلت خيرا فأنا أحب هذا الاهتمام. لكن للأسف هو فيما قاله غير صادق تسع جلسات لم أر منه شيئا.
كنت أحاول الاتصال به لكن للأسف لا يرفع سماعة هاتفه. أرسلت له رسالة خاصة وللأسف لا يرد. حسبي الله ونعم الوكيل. نسيت أن أخبره لماذا لا ترد! لكن الجواب معروف طبعا. مشغول والاتصالات كثيرة.
في اليوم التالي أعيد نفس المنوال وهو يكتب ويسجل الملاحظات. يتكلم بهدوء تام ويشرح لي بعض الأشياء وأنا أستمع إليه. أحسست مع مرور الوقت أنه لا يستفيد من هذا الذي يكتبه فقط يتظاهر أنه مهتم.
في أحد الجلسات طلب مني أن أتكلم في أي موضوع. هذه الأشياء تربكني. فعلا لقد ارتبكت ليس عندي موضوع أتكلم فيه. أنا أجهل كل شيء. حتى في عملي لا أعرف ما يحدث حولي. صارحت له بذلك. شرحت له سبب ذلك. قال: تكلم في أي شيء تعرفه. يريدني أن أتحدث. أعجبتني الفكرة لأنها تشجعني على تعلم الكلام والثقة بالنفس. وجدت صعوبة بالغة جدا. الثقة بنفسي تنقصني. بدأ يساعدني وقال: ما رأيك في كرة القدم وعن فريقك المفضل. قلت له وأنا في خجل شديد: لا أعرف شيئا عن ذلك لأني جاهل بكل شيء حتى بكرة القدم. لم أفلح في هذا الموضوع. قال: تكلم في مجالك الحاسوب. انقبضت أيضا مع أنه مجالي لكن أحس بعدم الرغبة في الكلام فيه لضحالة المعلومات عندي لأني لا أطور نفسي ولا أحس برغبة بتطوير نفسي. كل شيء كان عندي كئيب لا طعم له. ثم شرحت له ما أشعر به ولم لا أستطيع الكلام حتى انتهت الجلسة. أظن عنده الآن معلومات مهمة ولا بد أن يكون استوعب جزءا كبيرا من شخصيتي.
في اليوم التالي تحدثت معه عن مشاكل النطق عندي فقلت له إني لا أجيد ربط الكلمات والكلام يخرج مني بشكل غير سلسل. أعاني من صعوبة في النطق وصوت غير مقبول وحروف مأكولة وكلمات غير مفهومة. يحصل عندي تشتت وخروج عن الواقع إلى واقع مظلم لا صورة فيه. لا أرى غير السواد الأفكار تتبخر فيه. قلت له لما أقرأ سرعان ما تتحول الحروف العربية إلى حروف هيروغليفيه أقرأها لكن لا أفهم شيئا.
"السلام عليكم ورحمة الله وبركاتهبعد العيد استأنفنا وتكلمنا في نتائج التقييم ثم نصحني بمراجعة مختصي النطق. كالعادة لم يعط شيئا جديدا فقط يرمي الكلام. لكنه قهرني أنه في إحدى الجلسات لم يتم الساعة كاملة بل أنهى الجلسة قبل المدة المفترضة بعشر دقائق. كأنه منتظر شخصا آخر ، وأيضا لأن جلساته صارت تكرار ولا شيء جديد يقدمه. كل جلساتهم أصلا على نفس الوتيرة لا جديد نوعا ما. مضيعة للوقت والمال. كأنك تذهب تزور شخصا لتتحدث معه لكن الظريف أنك تعطيه نظير ذلك مبلغا من المال. فكانت آخر جلسة إذ عزمت على التوقف. بعد هذا التهاون في حقي. الساعة يجب أن تتم كاملة. إني أخسر المال وهؤلاء لا يبالون.
بعد مراجعة اجاباتكم على الاستمارة تبين أن امكانية تعرضكم لأعراض قلة الانتباه مرتفعة. هذا يعني أن مقدرتكم على تقنين القدرات الفكرية كالانتباه والتركيز يشوبه خلل مما يعرضكم للتشتت, عدم المقدرة على المتابعة, الارهاق الذهني وضياع خيط الافكار.
أما بما يخص أثر هذه الاعراض على المقدرة اللغوية والنطق فبمراجعة ما توفر من المصادر العلمية تبين أن هناك نقص أو عدم رصد هذا العرض في اضطراب قلة الانتباه والتركيز. أما بمراجعة تقارير الافراد عن انفسهم عبر المواقع والمنتديات فتبين أن الكثير ممن يعانون نقص الانتباه والتركيز يشتكون من مشاكل لغوية وصعوبات نطق. عدة تقارير فردية ذكرت أعراض مشابهه لما ذكرتم كعدم القدرة على مجاراة الحديث, التشتت, سرعة النطق وأكل الحروف وضياع خيط الافكار عند المحادثة.
ما أنصح به هي التالي:
- مراجعة الطبيب النفسي لتقييم مدى حاجتكم للدواء للتغلب على أعراض قلة الانتباه
- التواصل مع معالج نطق والاتفاق معه/معها على خطة علاج مبنية على الاعراض المحددة
- الاستمرار في التعامل مع أعراض القلق والتمرن على محادثة الاخرين"
اضغط هنا إن كنت ترغب في نموذج الأسئلة التقييم الذي أرسله لي.
الجمعة، 20 نوفمبر 2015
جلسة نفسية مع دكتور (1)
حصل أن ضاقت بي الدنيا بما رحبت، واجتمعت فيّ أحزانها وهمومها، ما عدت أتحمل، سأنفجر. صادف وأنا في هذه الحالة أن أخبرني أخو زوجتي أنه يتعالج عند طبيبة في عيادتها الخاصة بالتنويم الإيحائي، وقد استفاد منها. شدني هذا النوع من العلاج وقلت أجربه. فقمت بالاتصال بمكتبها لكن دون جدوى، فلا أحد يرد حتى يئست. فقررت أن أبحث عن عيادة أخرى من خلال الشبكة العنكبوتية. استمر البحث أياما حتى عثرت على طبيب له لقاءات تلفزيونية، وله حساب في موقع التواصل الاجتماعي (الفيس بوك) فيه رقم جواله. اتصلت به وأخبرته بما أعاني فقال: "أنا طبيب أصف الأدوية فقط ولكن يوجد أخصائيون أكفاء في العيادة التي أعمل فيها يمكنهم مساعدتك". فذكر اسمين أو ثلاثة ونصحني بفلانة. اتصلت من فوري بالعيادة وطلبت منهم التحدث إليها وأشرح لها حالتي. بعد فترة تلقيت اتصالا منها، فأخبرتها بالذي أعاني، ثم سألتها إن كانت تعالج بالتنويم الإيحائي، ففاجأتني بأنها لم تسمع بهذا المصطلح بحجة أنها كانت تعيش في أمريكا فترة طويلة جدا ولا تعرف المصطلحات العربية!!!! مع العلم أنها عاشت سنوات في بلادي وقد شغلت مديرة في أحد المسشتفيات الحكومية!!!! على أية حال، طلبت مني أن آتي. فسجلت معها موعدا. وكانت الساعة الواحدة تكلف 163 دولارا. وكانت كل جلساتي مدتها ساعة واحدة فقط. وغالبا ما آتيها في الأسبوع مرتين.
جاء الموعد. دخلت غرفة العلاج. قلت لها: "سأشرح لك ما أعاني لكن بشرط أن تكوني صادقة معي إن كنت تستطعين علاجي أم لا لأني كذا وكذا" فأخبرتها بكل تجاربي السابقة ومدى ما كنت أعاني. وافقت، فبدأت أخبرها بمشكلتي، وأسرد لها قصتي، وأزيد عما في مدونتي. لكن حين بدأتُ، لم أستطع أن أتمالك نفسي، فأجهشت عندها بالبكاء، من فرط ما قد أصابني، وكرب عظيم إليها جاء بي. فظللت ساكتا برهة، أتنهد وأمسح بأصابع كفي دموعي، حتى تهدأ نفسي ويسكن انفعالي. كانت تحاول تهدئتي، حتى هدأت وأكملت قصتي إلى أن شارف الوقت على الانتهاء ولم يبق شيء عندي لأقوله. "هذه قصتي كلها فهل تستطيعين علاجي أم لا؟". قالت بلهجة الواثق: "نعم. في ثمان جلسات!". فطلبت مني أن أكتب ثلاثة أشياء أحبها في نفسي وثلاثة أشياء أكرهها كواجب للجلسة التالية. توسمت خيرا! إنها بداية العلاج.
جاءت الجلسة الثانية. سألتني عن أحوالي خلال الفترة الفائتة بعد أن أخرجت ما في نفسي في الجلسة الأولى. قلت لها: الأمر سيان!
لم تكن تعرف كيف تبدأ معي الكلام وكأني لم أحدثها بشيء! المفترض أن تكون استوعبت المشكلة، ورسمت للعلاج خطة، وإذا كان في الأمر استشكال، استوضحت مني. لكن هذا يدل على جهلها وجهل أمثالها.
تجاهلت الموقف وتكلمت بأي شيء أتذكره وما هو موقفي وفلسفتي في هذه الحياة. وبينت لها زيادة الحمل علي بعد وجود ولد مسؤول عنه. وأنا أتحدث لم أرها تفعل شيئا حاشا تحريك رأسها، ورمي بعض الكلمات العامة البالية المملة، ومقتضباتٍ أخذتها من بطون الكتب، وأحاديث سطحية تنفع في مجالس النساء! لا شيء يميزها عن غيرها من عامة الناس! كنت أنتظر منها أن تسألني عن الشيء الذي طلبته مني. لكن بدا لي أنها نسيت. هنا أصابني شيء من الإحباط وقلت لها: "كأنك نسيت كذا وكذا" فردت بلهجة المخادع: "لا، لم أنس بل كنت بصدد سؤالك عنه". كنت أشعر في كل جلسة أني شخص جديد عليها، كأني لم أحدثها بشيء. أي استهتار هذا!!
في الجلسة الخامسة دخلت وإذا بالجهاز المشؤوم أمامي!! هل سيرافقني هذا الدجل بقية الجلسات؟؟ طلبت مني أن أفعل الشيء ذاته. وافقت. وبعد خمس دقائق سألتني السؤال الأبله: "هل تحس بتغيير؟" قلت: "لا". فسألتها مستنكرا: "هل حقا هذا الجهاز مفيد؟" قالت: "نعم! وهو جهاز مشهور وقد تم تجرب على أشخاص كثر واستفادوا منه". احتد الجدال بيني وبينها حوله. لا أريد هدر وقتي ومالي في هذا الدجل والشعوذة. انفعلت وكادت تبكي وقالت: "إني أحاول مساعدتك وأفعل كل ما بوسعي لعلاجك. وهذا الجهاز مشهور" وصارت تمدح فيه. "لكن يبدو أني لم أوفق في علاجك. لك أن تذهب إلى طبيب آخر". هنا صعقت، صرت أنظر إليها بنظرات الطريد المشرد، وآثار الصدمة بادية علي، رأيت الإحباط من حولي قد أحاط بي حتى كاد يعصرني. "أذهب إلى مركز آخر وأبدأ من نقطة الصفر؟؟!!! حرااااام! لقد جلست معك ثلاث جلسات، وأخذتِ من وقتي ثلاث ساعات غير المسافات الطويلة أشرح لك ما أعاني، ثم وبكل بساطة تقولين اذهب إلى طبيب آخر". قالت: "هذا ما عندي". قلت لها: "هذا الجهاز لا ينفع لأن ما أعاني منه لا يفيده هذا الجهاز. ألا توجد لديكم تقنية غيره؟". قالت: "ماذا تريد؟ أنا لست زوجتك لأطبطب عليك"
صدمتني مرة أخرى! أهذه عبارة تصدر من أخصائي نفسي؟؟؟!!!
بين الأخذ والرد اقتنعت بكلامي لما شرحت لها لم هذا الجهاز لا ينفعني. رجعت أحكي لها أشياء على ما تبقى من الوقت. ثم سألتني: "كيف تشعر الآن؟" قلت: "أحسست براحة نفسية حين أخرجت ما أعاني". صاروا أربع جلسات فقد أفرغت ما بداخلي وضمت إليها الجلسة الخامسة والسادسة. في إحدى هذه الجلسات تتكلم عما يحتاجه ولدي وكيف يجب أن تكون معاملته. وأنا في نفسي أقول: ما دخل ولدي؟ أنا الذي أحتاج للعلاج وليس ولدي. تأكدت الآن أنها فعلا لم تسمع بالتنويم الإيحائي لا بالعربي ولا بالانجليزي.
وأخيرا قالت ويا شؤم ما قالت: "أنا أعرف من يستطيع مساعدتك إنه الدكتور فلان، ويصلح لك، وهو أعلم مني في هذا المجال، أما أنا فمتخصصة في أمر لا أراه يفيدك"
هل ملت مني؟ أم اكتفت بالست جلسات! ما شاء الله ... ما شاء الله !!!!! لقد اكتشفت الدكتورة بعد ست جلسات أن حالتي ليست من اختصاصها!!!
ماذا أفعل! حكم الحاجة! وافقت وأمري إلى المولى عز وجل. قلت لها: لكن لا أريد أن أعيد له قصتي من جديد. قالت: لا تقلق سأشرح له وأفهمه موضوعك وها أنا ذي أرسل له رسالة أفهمه حالتك.
حددنا موعدا معه. وبدأت الجلسة السابعة مع الدكتور فلان ..... تابعونا
الثلاثاء، 21 يوليو 2015
ليتني ذهبت إلى معالج نفسي، كلا!
في العقد الثالث بدأت رحلة العلاج. ذهبت إلى أول مستشفى حيث سألتني مساعدة الطبيب بعض الأسئلة قبل الدخول إليه. لم أكن أتحمل أسئلتها ولما سألتني "هل عندك أصدقاء" كدت أبكي لأني شعرت بأن سؤالها سبة ومنقصة في حقي. شعرت بالوحدة القاتلة وتكالب الناس ضدي. ثم بعدها جلست أنتظر الطبيب. دخل ولم يجلس معي سوى خمس دقائق فقط وقال: "أنت فيك كذا وكذا" وصرف لي أدوية وغادر. قمة اللامبالاة. طبعا لم تعجبني هذه الطريقة أبدا، علاوة على أني كنت رافضا فكرة الأدوية تماما لأعراضها الجانبية، وكيف لي أن أستعملها والطبيب نفسه غير مبال أصلا بحالتي.
لم أستمر معه وتوقفت فترة طويلة، ثم قررت الاستئناف لكن لعلاج النطق حيث رأيت باجتهاد مني أنه أساس مشكلتي. دخلت على طبيبة وتفاجأت أنها لا تحسن العربية -أمر يستدعي الضحك أليس كذلك؟- طبعا لم أستفد شيئا.
وبعد فترة طويلة ذهبت إلى طبيب نفسي آخر كانوا يمدحونه في أحد المنتديات وتفاجأت أن وظيفته فقط صرف الأدوية. حولني إلى أخصائية وصرف لي أدوية. هذه المرة أخذتها وأمري إلى الله! ماذا أفعل؟ مضطر! ويا للأسف لم تفدني بشيء، فزاد الجرعة ولم أستفد، صرف لي أخرى ولم أستفد. فلما راجعته قال: "جسمك يقاوم هذه الأدوية". كنت أقطع مسافات طويلة جدا تصل إلى ساعة ونصف الساعة. جلست مع الأخصائية ثلاث جلسات على ما أذكر، كانت فقط تسألني وتكتب ولم أستفد منها شيئا. مضيعة للوقت.
فكرت أن أتجه إلى الرقية الشرعية، فذهبت إلى راق بعيد قرابة ساعة ونصف الساعة. أعطاني قنينة فيها ماء بالزعفران وطلب مني قراءة آية الكرسي بعدد مخصوص في البيت. طبقت ما قاله مدة أسبوع ولم أشعر بتحسن، فراجعته فأعطاني قنينة أخرى وقال زد عدد مرات قراءتك لآية الكرسي أو زد المدة لا أذكر. كنت أتفائل كلما ذهبت إلى أي معالج وأقول في نفسي مؤملا سأتحسن إن شاء الله. وللأسف لا يحصل المراد وأصاب بالإحباط!
كتبت شكواي في أحد منتديات الرقية الشرعية فطلب مني أحد شيوخها بقراءة سورة البقرة يوميا بحيث أضع يدي على صدري، ثم أقرأ سورا أخرى وبعض الأذكار بعدد مخصوص، ثم أستمع إلى الرقية الشرعية التي أخذتها من موقعهم كما طلب. استمررت على ذلك دون فائدة.
ذهبت إلى معالج نفسي له برنامج في التلفزيون لكن هذه المرة على اعتبار أني ضعيف التركيز، كثير السرحان، مشوش الأفكار، وأشياء لا علاقة لها بالرهاب. فكانت أربع جلسات أو أكثر قمت بها واستمعت فيها إلى ذبذبات صوتية يزعم أنها تساعد على حل مشكلة التركيز. ثم نصحني أن أتعالج بالطاقة في ست جلسات عند معالج يعمل معه وذلك لتصفية الذهن على حد زعمه. وافقت فكانت أربع جلسات ولم أكمل. أهذا هو العلاج بالطاقة؟؟ يخترعون المصطلحات الجذابة ليخدعوا البسطاء أمثالنا. كلها كذب ودجل ونصب واحتيال واستخفاف بعقول الناس. أبصم على ذلك. أهلكهم الله.
ذهبت لعلاج النطق مرة أخرى في منطقة بعيدة أيضا قرابة ساعة وقلت للمعالج: "هذه حالتي مع النطق فإن كنت تستطيع على حسب خبرتك فلنبدأ وإلا فأترجاك ألا تجعلني أقطع هذه المسافات الطويلة"، قال: "لا أجزم وسأحاول"، قلت: "على بركة الله". أربع جلسات وتمارين سخيفة.
ذهبت لمعالج نطق آخر ولا فائدة.
ذهبت إلى معالج نفسي لا يتعامل مع الأدوية نصحني به بعض الأخوة في أحد المنتديات ولا فائدة.
وآخر استغل مرضي كان لا يجلس معي سوى خمس دقائق أو عشر ويأخذ مني مبلغا كبيرا. وكان قد ظهر في أحد البرامج التلفزيونية لكنه دجال نصاب محتال.
حاليا أتعالج في مركز طبي ومنذ أكثر من أربعة أشهر ولعله آخر المطاف. لقد بلغ عدد الجلسات فيه ثلاث عشرة جلسة، ست جلسات مع أخصائية سخيفة ادعت أني سوف أشفى في ثمان جلسات. وفي السادسة قالت يبدو أن حالتك ليست من اختصاصي ثم حولتني إلى أخصائي وصلت معه حتى الآن إلى سبع جلسات دون فائدة. جهال لا يحسنون الصنعة ولا تشخيص الحالة. وأي واحد يمكن أن يفعل مثلهم. لا ميزة ولا تميز.
هنا قلت أخاطب نفسي: "ها أنا قد اجتهدت وبذلت كل ما في وسعي لأتعالج، خسرت المال وقطعت المسافات الطويلة. فلا داعي لتؤنب نفسك. إن الذي يحتاج إلى علاج نفسي بالدرجة الأولى هم هؤلاء النصابون الدجالون المحتالون المخادعون الجهال.
السبت، 18 يوليو 2015
بأية حال عدت يا عيد؟
لو كنت وحدي في البيت فلن يزورني منهم أحد، هم لم يأتوا من أجلي بل من أجل إخواني. للأسف لقد كنت أجد نفسي في السابق مرغما على استقبال الضيوف خصوصا لما وجدت بعض إخواني يتقاعسون عن القيام بذلك. نعم هم لم يكونوا يهتموا بالضيوف مثلما كنت أفعل. كنت أشعر أنه من العيب تركهم يطرقون الباب ولا أحد يفتح لهم على ما بي من أعراض الخوف الاجتماعي الواضحة التي أدت إلى تفاقم حالتي. فكلما تقدمت في العمر كلما ازداد قلقي أكثر. بالله عليك أيها الضمير الحي كيف ترى شخصا ظهر الشيب في رأسه ولحيته وصار في الأربعين وسيدخل الخمسين وله أولاد كيف تراه وهو يرتجف حين يسلم على الصغير والكبير، وهو مرتبك جدا، أسير قواهم، مختل التوزان، لا يحسن التصرف، ولا يجيد الحديث؟! إنه بكل بساطة عار!
لما رأيت تقاعس أخواني تساءلت ما هذه الشجاعة التي يملكونها بحيث لا يبالون بالضيوف؟ لم لا أكون مثلهم؟ ألست جديرا بها وأجنب نفسي المتاعب النفسية؟ إذن سأصنع مثلهم ولن أهتم ولن أبالي بأحد. ولم لا؟ وهم لم يأتوا من أجلي، بل لا أخطر على بالهم أصلا، وإذا غبت عنهم لم يسألوا عني، بل هم يفرون مني ولا يتمنون صحبتي!
لقد طفح الكيل عندي، ولم يكن من حل أسهل غير الهروب من جحيم هذا البيت حتى يفارقوه جميعا. فصرت أمنع نفسي من استقبالهم صباحا، ثم بعد العاشرة أخرج من البيت ولا أعود إلا عند صلاة الظهر، ثم بعد صلاة العصر أخرج ولا أعود إلا آخر الليل. صرت أفعل هذا آخر أربعة أعياد إلا أن ذلك كان مرهقا للغاية حيث لم أكن لدي وجهة أقصدها، كالضائع الطريد الشريد الشاذ النكرة ((العار)). مرة أذهب إلى أحد المولات البعيدة جدا لا يعرفني فيه أحد، وقد أمشي بالسيارة قرابة الخمس ساعات حتى يمضي الوقت، وقد أركنها جانبا وأنام. كنت أفتقد عيالي وأفتقد فرحتهم بالعيد وملابسهم الجديدة. كانت زوجتي تتمنى أن أراهم بعد صلاة العصر بالملابس الجديدة التي اشتريناها سوية.
هذا الحال يرضي من بالله عليكم؟؟؟ إنه يرضي إخواني!! عذبوني كل هذه السنين ولا زالوا يعذبونني! لا أحد يسأل عني كل هذه الساعات!! ولا أقصد بالسؤال "أين أنت؟" بل "ما بك؟"، لا أحد يهتم!! سواء كنت محبوسا في البيت أو هاربا منه!!
هل اقتنع من في رأسه مسكة عقل أني شخص غير مرغوب به؟؟ فأيها الضمير الحي خبرني كيف يهنأ لي العيش في مجتمع أنا نكرة فيه وشاذ غير عابئ بي كل هذه السنين؟! الناس فيه لا تريد إلا أن تأخذ، لا تعرف لمعنى العطاء والتضحية شيئا!! تريد المقابل حتى تتزلف لك. العطاء ليس مالا أو مساعدة مادية يا إخواني. أنا أحتضر نفسيا فأي فائدة من كل هذا؟؟!
الخميس، 18 يونيو 2015
من الذي يقطع الأرحام؟
لماذا أنتم كلكم لم تفكروا بي؟ ولم تحترموا مشاعري؟ أما تعرفون حالي؟ كل هذه السنين؟ هل أنتم أغبياء لهذه الدرجة؟ لا أظن! أنتم تعرفون حالتي، وتعرفون أني وحيد منعزل منطو خائف لا يحسن التصرف. أيرضيكم ما أنا فيه؟ أليس أقل ما تستطيعون فعله ناحيتي هو احترامي وإحساسي بأني شخص غير منبوذ؟ ألا تستطيعون حتى السؤال عني والتخفيف من معاناتي؟ ببساطة، أنا إنسان لا قيمة له عندكم، أنا منبوذ حتى منكم.
اعرفوا الآن من قاطع الرحم؟ أنا أم أنتم؟
الأحد، 31 مايو 2015
عبدالهادي أنت أفضل من عرفت
الأولى- نصحني بلبس الغترة والعقال حيث كنت ألبس الطاقية التي تلبس تحت الغترة.
الثانية- ألح علي المشاركة مع طلاب الجامعة لأداء مناسك الحج. وفي أثناء الرحلة في طريقنا إلى الحرم المكي كنا مسرورين وكان يتكلم مع السائق ثم قال لي "لم لا تتكلم وتشاركنا الحديث تكلم قل أي شيء". إنه يحاول أن يساعدني.
الثالثة- كنت قد انقطعت عن المسجد فترة وقد جاء إلى بيتنا ليحضني على الذهاب إلى المسجد.
فجزاك الله خيرا يا عبدالهادي وأحسن إليك، لم أجد أحدا مثلك. بارك الله فيك وحفظك وعيالك ورعاك ووفقك لكل خير.
وبمناسبة ذكره تعرف عليه زوج أختي الذي يسكن في دولة مجاورة ثم قال لي "إن والده توفي وهو صغير"، ظهر على ملامحي الدهشة، ثم قلت "أحقا؟"، استغرب مني جدا وتساءل مستنكرا "أنت معه سنين ولا تعرف عنه شيئا!".
السبت، 23 مايو 2015
ذكريات سيئة (متجدد)
** كنت أختار زيا لحصة الرياضة محتشما خشنا خوفا من التحرش. كنت لا أرغب باللبس أصلا لولا درجات الفصل وعقاب المدرس. كنت لا ألعب الكرة مع الأولاد، مع أني كنت أريد أن ألعب. لقد حرمت من أشياء أحبها.
** كنت أتغيب عن كل رحلة مدرسية ولا أذكر غير رحلتين أو ثلاث طوال حياتي الدراسية حتى المعارض والمؤتمرات والورش في الجامعة والعمل لا أحضرها مع أني كنت أتمنى ذلك.
** كنت في البيت أتظاهر بالدراسة والاجتهاد لأتحاشى تعليق الزائرين لماذا لا أخرج مثل بقية إخواني فيظنوتني مجتهدا.
** أيام الابتدائية والاعدادية كنت أخرج بعد العصر ألعب مع "عيال الحارة". كنت ألعب الكرة وألعابا أخرى لكن إذا انتهت اللعبة كان كل واحد يأخذ صاحبه يتجولون بين الدكاكين أو يجلسون في ركن من أركان الحارة، وأما أنا فأتحاشاهم وأرجع إلى البيت لأنهم لا يحبون صحبتي. كنت أشعر أني شخص منبوذ نكرة. ما أحد قال لي يوما: تعال نتمشى. فقط يطلبون من إخواني.
** أيام الثانوية كنت حبيس البيت، لم أكن أخرج إلا إلى المسجد أو المدرسة أو الدكان، ظهر في حارتنا شخص من أقارب أحد الجيران. تعرّف على كل أهل الحارة حتى أخواني إلا أنا بحكم العزلة. لما اكتشف أمري صار يعايرني كلما يراني وبصوت عال "يا الحرمة" لأني مثل الحريم جالس في البيت! ما كنت أستطيع أن أرد عليه، لضعفي نفسيا وجسديا ولأني موجوع مهموم منبوذ ، ولا يوجد أحد يردعه أو يدافع عني. ثم بماذا عساي أرد؟ لقد صدق! أنا فعلا مثلما قال، وأي وصف أستحق أن أوصف به غير ما وصف، لا حول لي ولا قوة. سكاكين تطعن في جسدي ولا زالت.
** في الثانوية وفي طابور الصباح كان يقف بجواري جاري وكنا نادرا ما نحضر طابور الصباح ونتأخر لبعد المسافة. ولكن هذه المرة رجع جاري القهقري وتركني وحيدا لا أحد بجانبي لقد جرحني جرحا غائرا. لا أدري لم فعل ذلك فهو كان أقرب الناس لي ومتعاطف معي. شعرت أنه لم يبق لي أحد. هو الشخص الوحيد الذي كان يتعاطف معي. لما تركني وحيدا ووقف بجوار من خلفي أحسست أنه يقول لي: ليس لك غيري وأنت وحيد الآن. هنالك تجسد أمامي كل معاني العزلة والكراهية والنبذ، وتيقنت أني بالفعل شخص منبوذ غير مرغوب فيه. وبعد هذا الموقف المحرج صرت أقف آخر الطابور. جاري نعم كان يتعاطف معي وكان كثيرا ما يتحدث معي لكونه رجل ثرثار عنده شحنات يريد أن يستفرغها. فلعلي كنت من الأشخاص المناسبين له. نعم هو متعاطف ولم يكن صديقا وفرق بين الاثنين. بعد الثانوية هو رسب وأنا تخرجت فانقطعنا.
** أيام الجامعة، كنت أفطر وأتغدى وأتعشى وحدي، أتحاشا الناس. لكن مرات كنت أتغدى وأتعشى مع مجموعة من الشباب بحكم معرفتهم بأخي الأكبر الذي أسكن معه في نفس الغرفة. في أحد الأيام ذهبت إلى مطعم الجامعة وقد صادف هناك وجود بعض هؤلاء الشباب وأخي وصديقه الملازم له. ذهب كل واحد منا لإحضار طعامه. سبقني البعض واختاروا طاولة. تحاشيت الجلوس معهم لشعوري بالنبذ. فاخترت طاولة مجاورة. لحق بهم البقية وجلسوا معهم. كانوا لما يمرون علي يسلمون ويذهبون جميعا للطاولة الأخرى لم يجلس معي أحد. كنت أشعر ساعتها بالوحدة الشديدة والحزن الشديد. جاء أخي سلم عليهم ثم جلس معي في نفس الطاولة فقلت له يمكنك أن تجلس معهم -قلتها والغصة في نفسي من الحزن، ولسان حالي يقول له استمتع معهم فإنك لن تستمع معي- لكنه رمقني بعين غاضبة ساخرة ولسان حاله يقول متهكما هل أنت "عبيط"؟ جلس هو وزميله معي والكدر أخذني كل مأخذ. لذلك كنت أختار أوقاتا لا أجدهم فيها حتى أشعر بالاطمئنان ولو كان قليلا.
** سكنت فترة أنا وأخي في سكن الجامعة. كان يتردد إليه أحد أصحابه وكان طيبا محبوبا حتى معي. مرة قال له وأنا كنت موجودا: "هل تعرف لم فلان وفلان (التوأمان) ما عادا يزورانك؟" قال أخي: "لا" فرد عليه: "لأن أخاك -وسماني- عصبي ويصرخ فيهما" لقد أصابني الحزن ساعتها وبدا لي أني حمل ثقيل على أخي. لم أكن أصرخ كما ادعيا لكن لعل أسلوبي كان مزعجا بالنسبة لهما. أنا كما ذكرت هنا لا أجيد التعامل مع الناس. لا أدري؟ أهو طبع في؟ أم حالة نفسية؟ لقد كنا نتكلم سويا قبل هذه الحادثة وبعدها ولم أر غير الاحترام المتبادل. فما الذي جرى؟ الجواب: هما كغيرهما ممن قابلت على شاكلة ذي الوجهين. أجد الشخص يحترمني في الظاهر ثم أتفاجأ أنه لي كاره.
** في أحد الفصول الجامعية كان يدرس معنا طالب من النوع الهادئ ضخم الجسم قليلا، وجدته منعزلا نوعا ما لا يكلم أحدا، كنت أحب هذه النوعية من الناس وكنت أتمنى مصادقتهم. تكلمنا قليلا وحصل بيننا نوع من الاحترام المتبادل. ثم بعد هذا الفصل انقطع الاتصال به حتى صادف أن تقابلنا مرة أخرى في فصل آخر. اكتشفت أن هذا الطالب المحترم كسول ولا يفهم، وكان يعتمد على طالب آخر لتمشي أموره. كنت أجلس معهم وكنا نشكل فريق عمل. وجدته قد تغير والظن فيه خاب. وفي يوم من أيامي البائسة غاب الطالب المجد والذي يعتمد عليه هذا المحترم، لقد انصدم المسكين وأحس أنه في ورطة. جاء المدرس يشرح لنا التمرين العملي وبعد أن انتهى وتركنا، صرخ في وجهي وقال بصوت متعجرف متعال "افهم شو قال المدرس لا تهز بس راسك". هنا وفي عالم ما وجدت فيه خليلا ولا نصيرا ولا مواسيا ولا مؤنسا بل كرها ونبذا وعيشا في خوف وهلع وعدم أمان ماذا عساي أن أفعل سوى الخنوع والانكسار؟ لماذا الناس تكرهني؟ أعيب في؟ أم عيب في الناس؟ ومن بعدها تركت المجموعة وجلست في الخلف وحدي. هربت من هذا التخصص تخصص الهندسة الكهربائية لكثرة المجموعات والمشاركات الجماعية وتقديم المشاريع أمام الطلاب فذهبت إلى كلية علوم الحاسب الآلي، كانت أهون بكثير. وجدت أناس طيبون ومع ذلك ظللت منعزلا.
إن المواقف المحرجة التي تسيء إلي يفهمها الآخرون بطريقة سلبية علاوة على ما فيّ من عيب التواصل مع الناس. هم يبتعدون عني أكثر وأكثر عندما يرون من جبني وخنوعي وهواني. للأسف لم أجد أحدا في هذا العالم من يحن علي، وينظر إلي، ويحاول أن يفهمني، ولم أجد الشخص المناسب الذي يمكن أن يمد إلي يد العون حين أصف له الكدر المكبوت في نفسي وأبوح له بما يجول في سري. لكن مؤخرا تجرأت وشكوت إلى أخي الأكبر ثم أختي التوأم فما وجدت غير اللامبالاة والجهل المركب. لقد شكوت إلى أخي الأكبر وأنا على رأس عملي بعد أن تخرجت من الجامعة أني لم أعد أحتمل العمل وأريد أن أستقيل، فذكرت له بعض الأسباب التي كانت تدفعني إلى ذلك. كان يهز رأسه متفهما ما أقول، لكنه لم يفعل لي شيئا بل ظهر لاحقا من مواقف حصلت لي معه كأني لم أشكو إليه أبدا. ثم شكوت إلى أختي التوأم بعض ما أعاني بسبب موقف حصل -لعلي أذكره لاحقا إن شاء الله- ونفس التفاعل هز الرأس وإظهار العطف ثم انتهى الأمر كأن لم يكن. فحسبي الله ونعم الوكيل.
** كان ولد عمي (علي) الصغير يحترمني ويقدرني فترة من الزمن بخلاف إخوانه ثم تغير لما كبر قليلا. في عرس أخي الصغير (عد) أحضر آلة التصوير يريد أن يصور، فقال أبوه "صور هنا" وأشار ناحيتي. فرد عليه صاعقا لي "لا أريد تشويه ألبومي"! فسبحان الله كان يحترمني ويقدرني! فيا للزمن! صدمت كالعادة وأبوه الذي قد أكون ذكرت قصته معي واقف لا يحرك ساكنا فقط تمتم ثم سكت. المفترض بعمي هذا أن يتعاطف معي لكنه منحط ورّث ابنه انحطاطه. وذكرت قصته تحت عنوان "الصفعات المؤلمة"
نعم .. كما قلت إن المواقف المحرجة، وخوفي وهلعي من الناس وانعزالي، وجهلي بأسلوب الناس والحياة، وعدم وجود من أشد الظهر به، كل ذلك يزيح من تحتي بساط الاحترام والتقدير، ويضعف شخصيتي ومكانتي أمام الناس. لكن بدل أن تجد من يأخذ بيديك إذا بالكل يقلب الموقف عليك. هل أرد عليه أو على هذا أو ذاك؟؟؟ أرد على من؟؟؟ لا أجد في هذا العالم من أشد الظهر به؟؟؟ لا أجد في هذا العالم من أحس أنه معي؟؟؟ الكل تخلى عني!
** في أحد الليالي بعد صلاة المغرب أو العشاء دق جرس البيت أحد الجيران الذي هو في سن أكبر من أخي الأكبر واسمه محمد. كان لطيفا كثير المزاح يحب الحياة الاجتماعية. ردت عليه أختي التوأم "من تريد؟" فسمى أخي الأكبر، فردت عليه "غير موجود"، ثم سمى أخي الذي يليه، فردت عليه بنفس الجواب، ثم على طريقة التسلسل المفترض أن يذكرني حيث لم أكن مجهولا لديه لكنه لم يفعل بل سمى من يصغرني مباشرة، فردت عليه بنفس الجواب، ثم سمى الذي يليه ثم الذي يليه، وترد عليه أختي بنفس الجواب. هنا غادر المكان. جاءت أختي تضحك وتقول "ذكر كل أخواني إلا أنت" ثم نشرته من باب حسن النية والمزاح البريء، وما درت أنها كانت تطعن في جسدي وتزيد من ألمي.
** عملت في جهة حكومية ولم يكن أملك الهاتف المتحرك (الجوال) هذا قبل أن أتزوج، وكان الموظفون يستغربون ولعلهم يسخرون. كنت أتحجج بأني لا أريد أهلي يزعجوني بطلباتهم. لكن الصدمة كانت لما سألتني بنت أخي الأكبر بكل براءة "لماذا لا تملك جوالا كبقية إخواني حتى الأصغر مني؟" فقالت لي أختها: "أنت ما عندك أصدقاء". أخواني يعرفون أني وحيد! لكن لسان حالهم يقول: "طز"!
** ذهبت بعد سنة من عملي أريد أن أبدأ العلاج وكلي أمل. سألتني مساعدة الدكتور في المستشفى بعد عدد من الأسئلة هل عندك أصدقاء؟ هنا لم أتمالك نفسي أحسست بأني أتحطم، الصداقة عندي شيء جميل أفتقده، وفقدي له معناه أني نكرة غير مرغوب فيه، لقد طعنتني طعنة لم أستطع بعدها أن أكمل.
أريد أن أتذكر شيئا جميلا في حياتي
الهم والغم، الحزن والبكاء، الخوف والهلع، الغيظ والقهر، الاستهزاء والسخرية، التحرش والقرف، الوحدة والعزلة، الكراهية والسخط. حتي يومي هذا، حياتي في كل ساعة تشحن بالمنغصات والكدر لا يتوقف. كلما أتذكر شيئا من الماضي يأتيني اكتئاب وحزن. حياتي تدمرت، تاريخي أسود.
ما يسألني أحد عن أي شيء أذكره في الماضي إلا وأتوتر ويتغير وجهي. ما عندي شيء يستحق أن أذكره، حاولت أبحث وأفتش لكن في كل مرة أتذكر المواقف السيئة فأشيح بوجهي عنها وأعيد المحاولة والبحث -لا فائدة- موقف سيء آخر يظهر أمامي.
لا أزعم أني ما كنت أضحك أو أفرح أو أمرح في حياتي، كما لا أزعم أني ما صادفت مواقف جميلة حدثت معي، لكن كل ذلك ليس شيء منه يستحق أن يذكر ولا أعتز بذكره لأنها مواقف عادية جدا ومحاطة بجيش من المنغصات والأحزان.
كلما أرى صورتي وأنا طفل في الثانية من العمر أقول أي قدر حظيت به والحمد لله على كل حال.
الجمعة، 22 مايو 2015
دائما يخطّئوني
كثيرا ما كنا نتشاجر ونشتبك بالأيدي لكن للأسف وكل الأسف كانت أخواتي اللواتي يكبرنني وهن في الحقيقة ثنتان قد كانا يدافعان عنه دائما ويخطّئاني. ولما أدافع عن نفسي لا يسمعون لي ويتجاهلوني ويقولون كف عن الثرثرة! فيزداد حقدي عليهما. فحسبي الله عليكما يا مجرمين! أي قلب قاس تملكانه؟ هل تدافعان عمن لديه الأصدقاء وتنبذاني أنا المسكين الطريد المنبوذ في كل مكان؟ هل أنا صاحب مشاكل فتتفقان علي! ألست أنا أخوكما أيضا؟ كنت أتمنى أن أجد حضنا يحتويني وبسمة تعطيني الأمل وصداقة في البيت فقدتها في الخارج. لا داخل البيت محترم ولا خارجه محترم. أنا مهان منبوذ في كل مكان. لكن لا شك أنكما لا تعرفان طعم الأخوة ولا طعم الشفقة ولا طعم الرحمة ولا تنظران لي ولحالي وما يفعل بي. لم أجد طعم الأمان والراحة النفسية داخل البيت ولا خارج البيت. كنت وما زلت أعيش في خوف وهلع من الناس حتى من أخواني. إن كل ما تهتمون به هو أنانيتكم فحسب.
أتذكر مرة وأنا في الإعدادية أني قد التزمت الاعتكاف في غرفة للعبادة حتى ظهر علي ذلك. لقد لجأت إلى ذلك لأني ما وجدت للحياة طعما ولا شيئا يشغل وقتي غير ذلك. وفي أحد الأيام خرجت من معتكفي وذهبت فوجدت أخواني يلعبون "الأتاري" أو "الفاميلي" (جهاز ألعاب الفيديو القديم) جاء دوري ولعبت ثم دارت الدورة فجاء دوري لكن أخي الأصغر ظن أن الدور له، فبين الأخذ والرد صار شجار، فأخذت مني هذه الأخت (خ) وقالت ليس دورك! ثم قالت كلمة صعقتني صعقا حتى لكأني سقطت من السماء. لقد قالت بلغة المتهكم الساخر: "روح صلي أحسن لك" يعني روح انعزل وخليك زاهد في الدنيا أحسن لنا ولك! فأي انحطاط وعفانة هذه! أيتها المجرمة أتؤلبين أخواني الصغار علي؟!! أما كان لك أن تعطيني شيئا من الهيبة أمامهم! حتى اعتكافي وتعبدي لم يشفعان لي عندهم ولم يردان لي الهيبة والوقار.
كانوا يتهمونني بسرعة الغضب وأن أخي هذا بريء من ذلك. مرت السنوات بدأت أقلل من الكلام في الدفاع عن نفسي فقد أصابني الإحباط والملل ولم أجد لذلك من فائدة لأنهم في النهاية سيسخرون مني ويرمونني بالثرثرة. حدث شجار بيني وبينه واتهمني كالعادة بأني أنا من يغضب بسرعة حتى على أتفه الأشياء- قلت له مبتسما "اسمع أنت! سنقوم بعمل اتفاق بدءا من الآن ونرى من هو سريع الغضب أنا أم أنت"، فوافق. مرت أيام قليلة، وحدث أمر، فغضب وزمجر على شيء تافه، فقلت له مبتسما "أرأيت الآن من هو سريع الغضب"، فاستشاط غيظا. هكذا هو كان وهكذا أنا كنت مظلوم منبوذ. على الأقل اطلبوا منه احترامي والتزام الأدب معي امنحوني هيبة عندهم! لا .. إنما أنا علي أن أحترم الكبير وأعطف على الصغير، أما هو فلا توجه له تلك النصيحة إذا كنت أنا طرفا.
وللأمانة موقف واحد فقط في حياتي كلها دافعت عني هذه المجرمة وخطأت أخي المذكور. لقد شعرت بدفاعها ينزل علي بردا وسلاما، كان شعورا لا يوصف، شعور المعذب في النار حين يسقط عليه الماء البارد. فيا ليتها كانت تفعل ذلك من قبل فقد كنت أحوج الناس إلى من يشعرني بالأمان ويعطيني الحنان. لكن للأسف كانت المرة الأولى والأخيرة.
السبت، 2 مايو 2015
التحرش الجسدي
كان في الصف الثالث ابتدائي ولد يدعى خالد وأظنه كان أكبر مني بسنة وكان مشاغبا ولا يخاف المدرسين. وكان يتحرش بي ويجلسني في حضنه ويؤذيني ولا يتركني لشأني حتى أثناء الحصة أمام معلمنا الذي كان يشاع عنه أنه متشدد وعصبي.
ومع أني كنت مجتهدا وذكيا إلا أن ذلك لم يكن يجعل هؤلاء الذين يقول عنهم الشاعر:
أذكر مرة أن هذا الطالب رمى قلمي من على طاولتي أثناء الحصة التي يدرس فيها هذا المدرس الملتحي الذي يظن فيه الهيبة والوقار والخير والفضل. فشكوته إليه. فرد علي قائلا "خذ أنت القلم". قلت له وقد طفح عندي الكيل: "لن أفعل، هو الذي رماه وهو الذي يجب عليه أن يرجعه". فرمقني بعين غاضبة وأمرني باخذ القلم.
أصبت بصدمة أثرت في نفسي كثيرا وأنا الطفل البريء المسكين المغلوب على أمره الشاطر والمجد والمجتهد! هكذا يفعل بي!!!
إذا لم تجد أحدا تحتمي به من ظلم الظالمين، لا بل يتجاهلك وهو المسؤول عنك، والملزم بحمايتك، وأنت الضعيف الهزيل المغلوب على أمرك، أي صفة سوف تكتسب؟ وأي صفة جيدة منك سوف تسلب؟
إن التحرش الجسدي كان عمل تلك البيئة العفنة التي عشت فيها وقد كنت نحيفا ضعيف البنية لا أستطيع أن أدافع عن نفسي.
في الإعدادية ابتليت بولدين من صفوف أخرى يتحرشون بي ويؤذوني. وثالث كان يدعى فهد بدين قليلا كان يطاردني في الفسحة.
في المدرسة ما عدت أشعر بالأمان ولا الراحة النفسية وانتهى بي الأمر إلى العزلة والتقوقع ثم الجنون والهبل، نعم، كنت أصطنع شخصا أتحدث إليه أو تعارك معه! مرة أجعله واقفا أمامي ومرة بعيدا عني ومرة لا هذا ولا ذاك بل أتحدث مع نفسي وأظهر حركات في وجهي وأهز رأسي كأني أخاطب شخصا أمامي. أذكر مرة كنت أظهر حركات غبية على وجهي وفمي متأثرا بحركات عادل إمام في مسرحية "شاهد ما شفش حاجة" وذلك في ساحة المدرسة في الفسحة أمام الناس، كنت أفعل ذلك ليعجب بي أحد الطلاب لأني كنت معجبا به وأتمنى أن يبادرني نفس الشعور. بل ربما أفعل ذلك ليعجب بي أي أحد ومن ثم يتعرف علي! كانت حركات غبية جدا. أنا انصدمت لما تذكرت هذه القصة لقد تذكرت كيف كنت أمشي وحيدا معتوها في ساحة المدرسة. وكيف كنت أرى كل واحد يمسك بيد صاحبه! عندما تنتهي الفسحة وأرجع إلى الطابور أرى طلاب صفي متجمعين لا أعرف أين ذهب كل واحد منهم.
أذكر أيضا أني لما نزلت من الحافلة متجها إلى البيت رأيت بنات الجيران في طريقهن إلى بيوتهن، فأحببت أن أستعرض لهن قوتي الكاذبة فاخترعت شخصا وهميا واقفا خلف بيتنا بحيث أشعر نفسي أن البنات لم ينتبهن له وقد كان يريد فعل شيء غير سوي فاتجهت إليه مسرعا إليه راميا بحقيبتي المدرسية وقد خلعت حذائي متخيلا نفسي ستيف اوستن -لأنني كنت معجبا ومتأثرا به فأنا سريع التأثر بالآخرين- فأمسكت به وتكلمت معه وقلت له لا تعيدها مرة أخرى فلا حول ولا قوة إلا بالله!
إنني فعلا حزين عندما أتذكر هذه الأحداث! وأشفق على نفسي ساعتها أي حال كنت فيه!
في البقالة:
كان الباعة في جميع البقالات من الهنود وقد اختار والدي رحمه الله تعالى واحدة من هذه البقالات نشتري منها على الديْن وكانت تبعد عن المنزل قرابة كيلو متر. وكنت أذهب مرات ماشيا لأشتري الأغراض في المرحلة الإعدادية والثانوية لم يكن في البيت سيارة. كنت في المرات الأولى أذهب مع أخي الذي يكبرني سنتين. وكنت أختبئ في ركن من أركانه في مكان ضيق تاركا أخي يشتري الأشياء. وظل الحال هكذا، اقترب مني أحد الهنود ويدعى مصطفى وتحدث إلي ما اسمك ومن هذه الأسئلة وأنا آثار الخوف والخجل على وجهي البريء والابتسامة الساخرة الخبيثة على وجهه المغبر. وتمر الأيام وأنا على هذا الحال. ثم صرت أذهب إلى البقالة لوحدي، ثم صار الهندي يقترب مني ويلمس ذراعي وظهري ويحاول أن يلتصق بي. وفي أيام أخرى يتجمع اثنان وثلاثة آخرون يتحدثون إلي ويتقدمهم مصطفى ثم يتكلم معهم بلغتهم ويضحكون كأنهم يسخرون مني وأنا خائف!
أنا كنت أدخل هذه البقالة ومعي الورقة مكتوب فيها المشتريات ثم أتجه فورا إلى ذلك المكان كأني أبحث عن شيء هناك وفي الحقيقة كنت أريد أن أقبع هناك فحسب. ثم يأتي واحد منهم ويسألني ماذا تريد فأقول أريد كذا وكذا حتى يحضر جميع الأشياء.
كبرت فحاولت أن أخرج من تلك البقعة شيئا فشيئا حتى نجحت فصرت أبحث عن الأشياء لوحدي أو أسألهم إن لم أجد.
جاء مساعد جديد وكان يتحرش بي أيضا ولم أستطع أن أفعل له شيئا. ثم كبرت قليلا فحاولت أن ألقنه درسا فسحبت حذائي وضربته به فغضب ورمى حذائي في الخارج فخفت لأني ظننته سيرتعد ويخاف مني لكن لم يحصل ذلك فأحرجت وخفت أكثر.
اختفى مصطفى بعدها بسنوات ولا زلت أشتري من هذه البقالة فترات طويلة جدا سنوات ثم ظهر فجأة وقد شاخ قليلا فقالوا لي هل تعرف هذا؟ ساخرين! قلت نعم بلكنة الخائف المذعور. اكتشفت بعد فترة أنه يعمل في بقالة قريبة عندما دخلتها صدفة فلما رأيته أصابني خوف لكن تمالكت نفسي ووضعت ما أريد وسألته عن السعر ولم أزد. حتى هذه اللحظة أخاف الدخول إلى هذه البقالة.
في المسجد:
دخلت المسجد بعد خروج جميع المصلين منه لأعطي المؤذن ويدعى سالم وهو هندي أيضا فسلمت عليه وأخذ يدي وقبلها.
في الحارة:
كان ولد أصغر عني بسنة بدينا نوع ما قليلا ما يتحرش بي وبآخرين.
في الحديقة:
أخذت إخواني الثلاثة الأصغر مني سنا إلى الحديقة القريبة من المنزل. وتركتهم يلعبون ولعبت فصعدت الزحليقة فجاء واحد فوضعني في حضنه وتزحلق. زاد خجلي فقررت أن أرجع. حتى هذه اللحظة كل ما أمر هناك أتذكر هذه الحادثة وأعتصر ألما!
الصفعات المؤلمة
والصفعة الثانية لا أذكر في أي صف كنت لكن بعد الصف الرابع وقد بدأت أعيش الوحدة والعزلة والخوف. كنا نضع الحقائب صفا على الرصيف لننتظم إذا جاءت الحافلة. كنت أنا وأحد الأولاد نتعارك من جاء قبل الثاني فجاء والده ونظر وسمع ثم صفعني. من الغرائب أن هذا الرجل جارنا وأعرفه وأعرف أولاده وواحد منهم في صفي وأكن له ولأولاده كل تقدير واحترام لأنهم حقيقة محترمون. لكن الذكريات المؤلمة تبقى ولها أثر علي.
والصفعة الثالثة من أحد أعمامي اسمه عبدالرحمن كان هو وأخي الأكبر يمارسان التمارين الرياضية في المنزل. فضربته بيدي على مؤخرته مازحا وإذ بصفعة منه على وجهي سببت لي خوف ورعب منه. بعدها لم أتجرأ مجالسته، وإذا اضطررت سلمت خائفا وهربت. ظل الأمر على هذا الحال سنين طويلة لأنه يأتينا على فترات متقطعة جدا. كانت أختي توأمي تضحك معه ويضحك معها ويتمازحون هي وبقية أخواني وأسمع ذلك فكنت وأنا مهموم حزين خائف أستغرب كيف يحصل هكذا أمر وهو إنسان شرير قاسي لا يرحم.
لعل ما حصل لي أمر يحصل للكثيرين ولم يكونوا يتأثرون به. لكني للأسف قد تأثرت به بحكم أني حساس وخجول. الناس ليسوا سواسية. أمر لا تتأثر به ليس بالضرورة لا يتأثر به غيرك. هذا واقع قد حصل وصنع جرحا ما اندمل.
النضوج العقلي
أتذكر كنت ألعب معهم لعبة التخفي. وكنت أقوم بخدع ذكية وأختبئ بطريقة سريعة مفعمة بالنشاط والحيوية لكني أحسست بعد ذلك أنهم لا يتحمسون لهذه اللعبة أو أني متحمس لها أكثر من اللازم!
سنة بعد سنة أرى الأطفال يزدادون نضجا وأنا كما أنا عقلي منغلق لا ينمو بل على العكس صحتي النفسية تتدهور وحالتي تزداد سوءا وشخصيتي تضعف حتى صرت مثل الأبله أمشي وحيدا في ساحة المدرسة أقوم بتغيير تعابير وجهي لألفت نظر من أريد أن يصادقني لعل ذلك يشده إليه. لم يعد أحد يطيق صحبتي!
من الأشياء التي أتذكرها في هذا الشـأن أننا لما ذهبنا في رحلة إلى مكتبة ونحن في مرحلة متقدمة لا أذكر هل في الخامسة أم السادسة أو في الإعدادية لم أعرف ماذا أشتري؟ فاشتريت قصص توم وجيري ولعل المبلغ الزهيد الذي في يدي شجعني على ذلك. لكن حقيقة لم يستهويني شيء في المكتبة. رجعى إلى المدرسة فطلب منا المدرس أن نعرض له ماذا اشترينا. فتقدمت بما اشتريت وكنت أشعر أني طالب شاطر فنظر بنظرة. وأنا أنظر فيما يعرضه الطلاب لعل أحدا مثلي وأرتاح. تقدم طالب واسمه ياسر وعرض إليه كتابا علميا وكان مثل غيره شجاعا وجريئا فأحسست بخجل شديد. وتقدم آخر مثل حالتي تقريبا لكن كنت أنا أسوؤهم.
أصابني اكتئاب حاد وشعور بالوحدة قاتل وخوف وقلق من هذا العالم الوحش الكاسر الذي لا يرحم. لم أشعر بالغربة لأن الغريب لا يعرف الناس ولا يعرفونه، أما أنا فالناس تعرفني وتتعرض لي إما بالسخرية والاستهزاء أو بالتحرش الجسدي أو بالضرب والتعدي أو بتجاهل شخصيتي أو بالدعس على كرامتي.
هذه مواقف أتعرض لها ولا يعني أنني لا أتعرض لمواقف أخرى طيبة أو عادية. الأمر لا يخلو. لكن المواقف السيئة طافحة على السطح وآلامها ما زلت أتجرع مرراتها ورائحتها النتنة ما برحت أنفي.
الجمعة، 1 مايو 2015
نبذة سريعة عني!
ولدت في 1975، بين سبعة ذكور وأربع إناث أنا أوسطهم. متزوج في 2003 وعندي الآن ولد وبنتان.
تعاستي بدأت تظهر بعد دخولي مدرسة جديدة سنة ثالثة ابتدائي في قرية بدوية صحراوية بعدما كنا في مدينة ساحلية متحضرة.
الثلاثاء، 14 أبريل 2015
بداية ...
ثم وبدون مقدمات ...
طفح الكيل ... ولم يبق من العمر شيء ... هذه مدونتي أبث فيها كل ما أتذكره في حياتي البائسة وما يحدث في ما تبقى منها وأيضا ما يجول في خاطري وما يثور غضبي وأي شيء أحب أن يظهر هنا.
ثم أكتب في وصيتي في نهاية عمري ... هذه مدونتي اقرأوها وانظروا ما صنعتم بي ... هذه مدونتي وعاء سخطي من هذا العالم المجرم.